قليلة جدا تلك الأغنيات التى تتردد فى الأعياد وربما كانت أغنية أم كلثوم يا ليلة العيد هى الأغنية الأشهر والتى نعرف منها حين نسمعها أن العيد جاء وربما كانت الأغنية الوحيدة التى يجتمع الملايين حولها فى ليلة العيد.. وكنت أتصور أن تكون هناك أكثر من أغنية للعيد وإن كان للحج والحجاج أكثر من قصيدة واغنية.. وقد غنت ليلى مراد للحجاج أغنية ساحرة «يارايحين للنبى الغالى هنيالكم وعقبالى».. وقد غنت أسمهان أغنية بديعة للرسول عليه الصلاة والسلام «عليك صلاة الله وسلامة» شفاعة ياجد الحسنين».. وهذه الأغنيات البديعة نسمعها فى أيام الأعياد ومواسم الحج وهى للأسف الشديد قليلة.. وفى الشعر العربى عشرات القصائد عن الاعياد ولكنها لم تتحول إلى الغناء وبقيت ثلاث أغنيات فقط لام كلثوم وليلى مراد وأسمهان هى كل ما نسمع فى موسم الحج والأعياد وإن بقيت درة المتنبى أشهر ما كتب عن العيد رغم ما فيها من الألم والحزن وهو يهرب من مصر بعد أن اختلف مع كافور الإخشيدى وقال فيه كلاما قاسيا:

لا تشتر العبد إلا والعصا معه

إن العبيد لأنجاس مناكيد

وبقيت قصيدة المتنبى «عيد بأية حال عدت يا عيد» من أجمل واعنف ما كتب فى الاعياد وإن كانت ملحمة فى الهجاء لم يكتبها أحد مثل المتنبى.. والغريب أن أغنيات المناسبات غابت تماما بين الأجيال الجديدة وقليلا ما نسمع أغنية تعيش فيما نعيش من أحداث حتى الأعياد.. هناك مناسبات كثيرة سقطت من ذاكرة الأغنية العربية وما بقى منها كان قليلا للغاية خاصة أن اجيالنا الجديدة لم تعد تهتم كثيرا بهذه المناسبات وأصبحنا نعيش على ما بقى من الذكريات.. هذه خواطر تزورنى كلما اطلت علينا الأعياد وانطلق صوت أم كلثوم «يا ليلة العيد».. كل عيد وانت طيب