فى حياة الشعوب أقدار جميلة وعلى كل شعب تطل فرصة تمنحه حظوظا قد لا تتاح لغيره.. وكلما شاهدت أرقام دخل قناة السويس شعرت أن بين أيدينا موارد يحسدنا الآخرون عليها، وأن قناة السويس كانت مشروعا وإنجازا عبقريا، وأن ما يحققه من الدخل لمصر أصبح الآن يمثل أهمية على المستوى الاقتصادى والسياسى والتاريخى وأن القناة كانت من أهم مصادر القوة لمصر.. إن دماء الشهداء الذين حفروا القناة وسقطوا شهداء على ترابها يجب أن تبقى ذكراهم فى ضمير كل مصرى.. كانت قناة السويس قرارا عبقريا سوف يحسب دائما فى رصيد الأسرة العلوية.. ومازال دخل القناة وقد اقترب من عشرة مليارات دولار من أهم مصادر الدخل فى حياة المصريين .. إن قناة السويس تتميز فى موقعها ومكانتها وامتدادها.. ولا أدرى لماذا تعثرت فى السابق مشروعات التوسع فى قناة السويس وكان هناك من يحول دون ذلك.. لقد كانت هناك مشروعات كثيرة تأجلت لأسباب غامضة واكتفينا بالدخل السنوى للقناة ممثلا فى رسوم مرور السفن رغم أن شواطئ القناة تمتد مئات الأميال ويمكن أن تقام عليها المشروعات الصناعية وخدمات السفن والمشروعات التجارية وتخزين الإنتاج وبيع السلع.. لا ادرى لماذا توقفت كل هذه الأفكار واكتفينا ببضعة مليارات من الدولارات يمكن أن تتضاعف كل عام.. إن قناة السويس هدية ربانية كان ينبغى أن نستفيد منها وتفتح أمامنا أبوابا لا حدود لها من الدخل وألا تبقى مجرد ممر لعبور السفن.. قناة السويس من أهم وأغنى مصادر الدخل فى حياة المصريين عملا ودخلا وإنتاجا.. لقد عشنا فترات صعبة كانت فيها القناة مطمعا للآخرين وكانت تحيط بها مؤامرات كثيرة سلاما وحربا ومازالت القناة تواجه تحديات كثيرة ويجب أن تبقى فى قلب اهتمامات القرار المصرى امنا واهتماما وحماية .. إن حماية القناة فى الحرص على مواردها لأنها جزء من ثروات مصر التى يدرك العالم قيمتها..