منذ أسابيع كتبت عن مسلسل الفتاوى الذى تحول إلى حلقات أسبوعية أصبحت مثارا للخلافات وربما المعارك وفتحت أبوابا للجدل وتشويه الحقائق.. أخر الفتاوى التى شغلت الناس أن أضحية العيد يمكن أن تكون فرخة واشتبكت الآراء.. وفى تقديرى أن مثل هذه الآراء الغريبة يجب أن تخضع للضوابط وأن دار الإفتاء يجب أن تحسم الأشياء من البداية ولا ينبغى أن يطلق عالم مهما كان قدره وعلمه فتوى من عندياته يثير بها الجدل والخلافات بين الناس والهدف مزيد من الانتشار والشهرة.. إن مثل هذه الفتاوى يجب أن يكون مصدرها الوحيد الأزهر الشريف ودار الإفتاء وهذه الأمور تحتاج إلى قدر من الحسم حتى لا تثير البلبلة بين الناس خاصة أننا أمام مناسبة دينية كبرى فيها عيد الأضحى ويوم عرفة والحج إلى بيت الله الحرام.. وهنا يجب أن يكون هناك تقدير لقدسية المناسبة ويصبح من الهزل والسخرية أن تدخل الفراخ والبط فى فتاوى العلماء لأن ذلك يسيء لأشياء كثيرة.. إن مواقع التواصل الاجتماعى يجب أن تتحمل مسئوليتها فى نشر مثل هذه الاجتهادات المتسرعة والخاطئة لأنها شجعت كثيرا من المغامرين للتطاول على قدسية الأشياء والأشخاص والثوابت بما فى ذلك قضايا دينية على درجة من الحساسية.. أتمنى قبل أن تصدر فتوى من عالم جليل أن يرسلها قبل أن يقدمها للإعلام إلى دار الإفتاء حتى لا تكون مصدرا للفوضى فى الآراء والمواقف.. إن السخرية بعقول الناس فى مناسبة مقدسة شىء لايليق.. قليل من الرحمة حتى فى الفتاوى.. أمام ظروف الحياة الصعبة والأعباء الرهيبة تصبح السخرية أسوأ أنواع الفوضى والمطلوب شىء من الانضباط والحكمة.