تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

قضية موت أو حياة

كانت العلاقات بين مصر وإثيوبيا تتسم دائما بالاستقرار، وكلنا يذكر العلاقات الطيبة بين الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وإمبراطور الحبشة هيلا سيلاسي، وكانت هناك مجالات واسعة للتعاون .. ولكن موقف إثيوبيا تغير أخيرا، وأصبحت مصدر إزعاج للشعب المصري، وامتدت الخلافات إلى علاقتها مع الشقيقة السودان، وزادت أطماعها فى الأراضى الصومالية .. وفى كل يوم تزداد درجة الخلافات، وتنطلق تصريحات تسيء للعلاقات بين مصر وإثيوبيا، وإن بقى سد النهضة أزمة لا حل لها أمام التشدد الإثيوبي، وعدم الاستجابة لمطالب مصر والسودان، لحماية حقهما فى مياه النيل، وهى حقوق تاريخية قررتها اتفاقيات دولية. وقد وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود، أن مصر لا يمكن أن تعيش بغير ماء النيل مهما يكن الثمن .. إن إثيوبيا تتمادى فى مواقفها التى تتعارض مع اتفاقيات حصص المياه فى الأنهار الدولية، وقد أغلقت كل الأبواب للوصول إلى اتفاق عادل حول مياه النيل مع دول المصب .. إن إثيوبيا تدفع بالعلاقات مع مصر والسودان إلى حالة من التصعيد. يبدو أنه لا بديل عنها، خاصة، أنها انتهت من بناء السد وأصبح حقيقة أمام الجميع .. كانت هناك أوراق كثيرة يمكن أن تساعد فى إيجاد طريق للتفاهم، وهى دول الخليج التى ترتبط بعلاقات ومصالح مع إثيوبيا، ولكن فات الوقت، وأصبح الحل قضية صعبة، بل أصبح التفاوض أمرا مستحيلا، ويتطلب جراحة عاجلة، لأن مياه النيل قضية موت وحياة .. كانت مصر فى يوم من الأيام صاحبة الكلمة العليا فى قضايا مياه النيل، ويجب ألا تتخلى عن حقها التاريخى والقانوني، وإذا فشلت القوانين فى استرداد الحقوق فهناك طرق أخرى للحوار.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية