كثيرا ما كنا نلتقى فى بيت صديقنا الراحل سمير سرحان.. كان عادل إمام هو نجم كل سهرة ولا يستطيع أحد أن يقاوم خفة الظل فى عادل إمام .. كان لديه أكبر رصيد فى تاريخ الفكاهة ولا أحد يتكلم بجانب عادل إمام ..إنه أسطورة الابتسامة فى تاريخ الفكاهة المصرية .. وعادل إمام هو الفنان الوحيد الذى لم يمارس التمثيل.. إنه ابتسامة دائمة ولا تشعر وأنت تشاهده أنه يؤدى دورا ..إنه يصنع الدور ولا يؤديه .. وقد احتل عادل إمام موقعه ومكانته بجدارة ورغم أنه ظهر وسط كتيبة من النجوم، بإنه كان صاحب الريادة .. وفى مسرحية «مدرسة المشاغبين» كان عادل إمام سفينة الفضاء التى حملت كوكبة من النجوم إلى آفاق النجاح: سعيد صالح وأحمد زكى ويونس شلبى وحسن مصطفى وسهير البابلى وهادى الجيار والمخرج الكبير جلال الشرقاوى .. قضينا معا أياما جميلة فى إمارة الشارقة ومع شيخها عاشق مصر الثقافة الشيخ سلطان القاسمى، ويومها قال لى عادل إمام: لك عندى دور فى فيلم جديد.. قلت له: عندى شرط واحد أن أحصل على أجر مثل أجرك .. عادل إمام كان وسيبقى رمزا من رموز الفن المصرى والعربى فى عصره الذهبى وقد منح الفن حياته بكل سخاء وحين نحتفل بعيد ميلاده فهو يمثل تاريخا من الفن الجميل .. إن عادل إمام الذى أسعدنا وأبهرنا وعشنا معه أجمل الذكريات سوف يبقى صفحة مضيئة فى تاريخ الفن الجميل .. فى رحلة عادل إمام ومشواره الطويل صفحات من المتعة والجمال وقد طاف فى آفاق كثيرة واقترب كثيرا من هموم وأحلام الإنسان المصرى وكان صادقا وهو يعبر عن ملايين البسطاء الذين قدمهم فى أعماله وكان صوتا صادقا لمرحلة من تاريخنا بكل ما شهدته من التحولات، والتى رصدها وعايشها وعبر عنها من خلال إبداع وفن واقعى جميل.. عادل الفنان الكبير كل سنة وأنت أكثر تألقا وإبداعا.