ارتفع حجم الصادرات المصرية خاصة الخضراوات التى أصبحت لها أسواق كثيرة فى دول الخليج وأوروبا وفى المقابل ارتفعت أسعارها فى الأسواق ووصل سعر الطماطم إلى 20 جنيها والبصل أكثر من ذلك .. ولجأ الفلاحون إلى تخزين البصل والثوم انتظارا لأسعار أفضل .. كانت قائمة الصادرات المصرية فى زمان مضى تضم ثلاثة محاصيل دائمة منها البصل والثوم والبطاطس وكانت لها أسواقها فى أوروبا بجانب القطن .. وفى السنوات الأخيرة توسع إنتاج الخضراوات وأصبحت من أهم مصادر الدخل فى الأسواق ، ولكن المشكلة الآن أن أسعار الخضراوات فى ارتفاع دائم .. إن تشجيع الصادرات قضية هامة ولكن لا ينبغى أن يكون ذلك على حساب إنتاجنا من القمح والأرز وهى سلع أساسية تمس الأمن القومى .. لقد أوقفت الهند تصدير الأرز ولم يعد القمح سلعة متاحة وأصبحت الأسعار تمثل عبئا على الدول الفقيرة .. إن المؤكد أن مصر لابد أن تتوسع فى إنتاج احتياجاتها من الغذاء خاصة القمح والأرز أما سياسة الفراولة بديل للقمح فهى سياسة خاطئة بعد أن أصبح إنتاج القمح ضرورة لا غنى عنها .. لقد انتعشت الصادرات الزراعية ولكنها رفعت أسعار كل شيء خاصة أن ما يرتفع فى السوق لا ينخفض مرة أخرى .. وبقدر حرصنا على موارد الصادرات فإن احتياجات الناس أهم ، كل الأشياء تحتاج قدرا من الحكمة .. لا شك أن التغيرات الجوية والسيول والأمطار التى شهدتها دول العالم تركت آثارا سيئة على الزراعة والمحاصيل الزراعية مما أدى إلى زيادة الصادرات وهذه أزمة عابرة سوف يعود الإنتاج العالمى إلى معدلاته وتعود الأسواق إلى توازنها .. خريطة الإنتاج الزراعى فى مصر تغيرت والاتجاه الى الصحراء غير مفاهيم الناس ولكن لا غنى عن المحاصيل الأساسية.. لقد قررت الحكومة وقف صادرات البصل لمدة ثلاثة شهور حتى تستعيد الأسواق توازنها وهو حل مؤقت ولكنه لن يكون النهاية..