تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
زمن أم كلثوم
اعترف بأن من أجمل هدايا السماء للمصريين كانت أم كلثوم،
وكانت هدية ثمينة ربما لم نعرف قيمتها إلا بعد أن رحلت وهبطت علينا حشود الفن الهابط والأصوات الرخيصة، ووجدنا من يتاجر فى أذواقنا وقدم للعالم أسوأ صورة عن الفن المصرى أصواتا ورقصا ومالا وانتشارا ..
كانت أم كلثوم اكبر دعاية لمصر فى كل شيء فى الإبداع والأذواق والسياسة والشعر كانت مؤسسة كاملة ، وكانت أم كلثوم تمثل فى حياة المصريين أيام الفرحة والشموخ وكانت اغلى سلعه تقدمها مصر للشعوب العربية ، وكثيرا ما اختلف الحكام العرب فى قضايا السياسة واجتمعوا فى محراب أم كلثوم ..
كانت أجمل وأغلى هدية منحتها السماء للمصريين هى التى ارتقت بالأذواق وهذبت المشاعر وجمعت الشعوب العربية على الشعر الجميل والألحان البديعة والصوت العبقرى ..
أحيانا أراجع مع نفسى صورة الأشياء والأحداث والبشر واكتشف أننا خسرنا أغلى ما كنا نملك وهو الإبداع الراقى والذوق الرفيع .. وأننا استبدلنا بالفن العبقرى أشباحا غريبة شوهت كل شيء جميل فى حياتنا .. أحيانا يقع نظرى بالصدفة فى مشاهد غريبة والآلاف حولها يرقصون وأقول أى أرض أنجبت هذه الحشاش، وأجهضت النخيل، وأى زمان هذا الذى توج أم كلثوم واستبدلها بالغربان..
حزنت كثيرا عند رحيل أم كلثوم لأن بناء عريقا فى مصر تهاوى وذهبت إلى رياض السنباطى وكان يبكى وقال «كل شيء بعد أم كلثوم لا قيمة له» ورامى مرض ودخل فى حالة اكتئاب بعدها ..
كلما زارتنى مواكب الحزن أعود إلى أم كلثوم وأشدو معها .. قلت كانت أجمل هدايا السماء لنا وكانت أجمل فرحة تداوى جراح أيامنا وكانت تشبه فيضان النيل ومواسم الحصاد وأخلاق المصريين وأذواقهم فى الزمن الجميل..
fgoweda@ahram.org.eg
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية