تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

حين يغيب الحلال

من أسوأ الظواهر فى حياة الإنسان آلا يفرق بين الحلال والحرام، أن يقبل الحرام مالا وسلوكا وطعاما وشرابا، أن يظلم الناس وهو يعلم، أن يتصور أن كل الأشياء من حقه وتخصه وحده .

. والحرام من أسوأ الأمراض التى تصيب مجتمعا من المجتمعات لأن الحرام يفتح أبواب الظلم والظلم غابة يأكل فيها البشر حقوقهم وهنا يغيب العدل.. وفى أحيان كثيرة ينتشر الحرام بين الناس ويصبح مرضا مزمنا يجتاح كل شيء فى الحياة وأول ضحايا الحرام هو الحلال لأن الإنسان أحيانا يدمن الحرام ولا يعرف حلاوة الحلال وما بين غياب الحلال وانتشار الحرام يصبح الظلم سيدا على كل شيء..

والحلال أحيانا يكون أعظم ميراث يتركه الأباء للأبناء ، والحرام ميراث قبيح إنه أكبر لعنة يتركها الآباء لأبنائهم .. والفقر هو الابن الشرعى للحرام لأنه كما جاء يذهب ولو نظرت حولك فسوف تجد نهاية مؤلمة لكل عشاق الحرام ..

إن الحرام يظهر فى ملامحهم وسلوكياتهم وفساد أبنائهم، أما الحلال فهو يترك فى وجوه صاحبه الجمال والجلال والرحمة وكل إنسان يختار حياته وهل يسطو على حقوق الناس بالظلم والعدوان أم يكتفى بالحلال حتى لو كان قليلا ..

إن الحلال القليل جميل جدا مع الرضا والقناعة والحرام ثقيل جدا حتى لو كان تلالا ومع الحلال تسكن الفضيلة والغنى ومع الحرام يجتمع الظلم والفقر ولو بعد حين وإذا انتشر الفقر فى حياة الناس فاعلم أنهم اختاروا الحرام طريقا أما الحلال فهو يشع فى عيون الناس نورا وجمالا.وعلى كل إنسان أن يختار حياته حلالا أم حراما ..

وفى التاريخ قصص كثيرة لشعوب دمرها الحرام وأورثها الفقر وهناك شعوب أخرى عاشت بالحلال واختارت العدل والكرامة.. وما يحدث للشعوب يحدث للأشخاص ألا يطمع الإنسان وينظر فى أيادى الآخرين ويكتفى بما عنده ويدرك أن الحلال هو الحلال وليس فى الحرام غير الفقر والظلم والمهانة..

وفى عصور الفوضى ينتشر الحرام ويصبح سلوكا عاديا مقبولا وتراه فى كل شيء والحلال يختار زمانه ويرفض أن يجتمع مع الحرام فى زمان واحد وأسوأ الأزمنة زمن يرفع راية الحرام ويصبح الحلال غريبا.

 

fgoweda@ahram.org.eg

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية