تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

كان لبنان فى يوم من الأيام جنة العرب؛ كان الأجمل والأرقى والأكثر تحضرًا ، وكان الأمين على أموال العرب ، وكان الجمال للباحثين عن السعادة، وكانت الطبيعة فى أحلى صورها، وكان الإنسان الذكى المجامل ..

ويبدو أن الغيرة أطاحت بقلوب كثيرة، وبدأت مواكب التآمر تتسلل إلى الوطن الجميل ، وبدأت دول كثيرة تطمع أن تصبح لبنان وأن ترث دوره .. وكانت الحرب الأهلية التى دمرت أجمل ما فيه وقسمت الشعب اللبنانى إلى مسلمين ومسيحيين، وشيعة وسنة، والموارنة، وانقسمت الشوارع والبيوت والقرى. لم يعد لبنان الذى كان، وطالت الانقسامات كل طوائف المجتمع بما فى ذلك رموزه السياسية.

وقامت حملة ضارية نهبت أموال لبنان وثرواته. وكانت إسرائيل تتربص وتنتظر فرصة الانقضاض على لبنان الدور والطبيعة والثراء، واقتطعت أجزاء من أخصب الأراضى وبقى حلمها أن تأخذ لبنان كله.

وهنا كان ظهور حسن نصر الله منذ ثلاثين عامًا من نيران الحرب الأهلية وأطماع إسرائيل وتخلى العالم العربى وانقسام النخبة اللبنانية. إن حسن نصر الله لم يكن عربيًا ولا فارسيًا ولا شيعيًا ولا سنيًا؛ كان مواطنًا لبنانيًا عشق الوطن الجميل والأرض الطيبة والشعب العريق، وأصبح ضيفًا فى كل بيت. إن حسن نصر الله كان فكرًا قبل أن يكون عقيدة، وكان حالماً كبيرًا فى زمن أجهض كل الأحلام ..

إن الأفكار العظيمة لا تموت، والإنسان الذى مات دفاعًا عن وطن وقضية سوف يبقى حيًا فى ضمير كل عشاق الحياة.. لا يمكن أن تتساوى نهاية دماء طاهرة سالت على الأرض دفاعًا عنها ودماء باعت واستسلمت.

كان حلم حسن نصر الله أن يدخل القدس حاملًا راية صلاح الدين ، وسوف يجيء اليوم الذى تتدفق فيه الملايين تقودهم للنصر روح حسن نصر الله، لأن الشهداء عند ربهم يرزقون.

fgoweda@ahram.org.eg

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية