تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

حروب إعلامية

لم تقتصر حرب غزة على ما يجرى على أرضها من قتل ودمار، ولكن هناك حربًا أخرى تجرى على الفضائيات ومواقع التواصل، وأصبح الإعلام طرفًا فى الصراع، حيث تنتشر الأخبار الكاذبة والشائعات والصور، ولا أحد يعرف من وراء ذلك كله.. لا يستطيع أحد تحديد مصادر تمويل هذه القنوات والشبكات الإلكترونية ..

لقد تغيرت أساليب الحروب وأدواتها، ما بين الإعلام وأدواته، والطائرات المسيّرة، وأنواع الصواريخ، وتكنولوجيا الموت.. هذه التطورات المخيفة غيّرت صورة الحروب، وجعلت من كل دول العالم ترسانات حديثة، وحولت الإعلام إلى منصات لإطلاق الصواريخ والمسيرات..

ولا شك فى أن الأزمة الحقيقية الآن هى عدم قدرة الدول الفقيرة على امتلاك الأسلحة الحديثة، سواء بسبب أسعارها أو أساليب إنتاجها أو صعوبة الحصول عليها.. فالدول المتقدمة تحتكر الآن كل أساليب الحرب الحديثة، وأصبح الإعلام تجارة دولية، سواء فى تمويله أو إنتاجه، كما باتت تكنولوجيا الموت من أكثر السلع رواجًا وانتشارًا وغلاءً.. إن أمريكا تقدم كل هذه الأشياء مجانًا، فهى تقتل وتكذب وتضلل وتخدع العالم كله بأموال أمريكية، ولهذا تستطيع إسرائيل أن تحارب مائة عام لأنها لا تكلّفها شيئًا.. فمن أين تحصل المقاومة فى غزة على السلاح المتطور، خاصة أنها لا تملك القدرة على امتلاك الطيران المتقدم الذى يرد ضربات إسرائيل؟ لم تعد الحروب قائمة على الأسلحة التقليدية، بل تغيّرت الوسائل وزادت الأعباء، وهناك أطراف تخرب العالم، وتقلب الموازين، وتجعل الإبادة الجماعية هدفًا لعصابة تمارس القتل بأموال وأسلحة أمريكا، الدولة العظمى التى تتغنّى بالحريات وحقوق الإنسان.. إنّ أمريكا غيّرت كل أساليب الحرب التقليدية، وأصبحت أكبر مروّج لأساليب الموت الحديثة، ابتداءً بالمسيرات, وانتهاءً بالإعلام والصواريخ الحديثة، وعلى العالم أن يتحسّس رأسه.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية