ليست المرة الأولى التى يحاكم فيها رئيس أمريكى .. فقد خرج الرئيس نيكسون من البيت الأبيض معزولا من منصبه وواجه الرئيس كلينتون قضية أخلاقية فى علاقته مع مونيكا موظفة البيت الأبيض والآن يقف الرئيس ترامب أمام القضاء متهما فى أكثر من قضية .. الأولى مع فتاة ليل استخدمها فى الانتخابات مقابل ١٣٠ ألف دولار وقدم أحد العاملين معه ما يؤكد الجريمة وهذه قضية أخلاقية تمس سمعة رئيس أكبر دولة فى العالم .. أما الجريمة الثانية التى تنتظر ترامب فهى تحريض مجموعات من أنصاره لاقتحام مبنى الكونجرس احتجاجا على فوز الرئيس بايدن فى الانتخابات الأخيرة التى خسر فيها ترامب النتيجة .. إن أخطر ما فى هذه المحاكمة التى يواجهها ترامب أنه على أبواب انتخابات جديدة قد يخسرها للمرة الثانية إذا أدين فى هذه المحاكمة.. إن محاكمة ترامب ليست أمراً بسيطا لأننا أمام واحد من أقوى رؤساء أمريكا وأكثرهم ثراء ويقف خلفه حشد كبير من رجال الأعمال فى الاقتصاد الأمريكى .. قد تفتح هذه المحاكمة أسرارا أخرى فى فترة حكم ترامب حول علاقات دولية كثيرة حامت حولها الشبهات مع ابنته وزوجها .. وبجانب هذا فإن أمريكا تعيش ظروفا صعبة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وهى فى حاجة إلى رئيس قوى يخلصها من كل هذه الأزمات.. ولو أن ترامب عاد إلى البيت الأبيض فى ظل هذه المحاكمات فلن يكون فى كامل لياقته التى اعتاد الشعب الأمريكى عليها فى فترة حكمه السابقة.. سوف يتابع العالم محاكمة ترامب وسوف تنقل الشاشات فصلا جديدا من فصول رواية ترامب وقد تصبح يوما فيلما من أفلام هوليود .. كان ترامب يمثل ظاهرة فى تاريخ البيت الأبيض وكان يمثل حالة جديدة على سلطة القرار فى أمريكا ولا أحد يعلم كيف تنتهى هذه الرواية .. ولا أحد يعلم شيئا عن مصير ترامب أمام المحكمة وهل تسرى عليه الإجراءات المتبعة فى القانون الأمريكى أم إننا أمام محاكمة خاصة لرئيس أكبر دولة فى العالم..