تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
بين شوقى وسعد زغلول
كان عبدالوهاب شابا صغيرا عندما ذهب فى صحبة أمير الشعراء أحمد شوقى لزيارة زعيم الأمة سعد زغلول وحين استقبلهما سعد زغلول قال شوقي: «أهلا بالزعيم» فرد عليه سعد زغلول وقال :«أهلا بالخلود» وقال عبدالوهاب: احترت بين الزعيم والخلود .. وكنت أحب شوقى وكنت أعتقد أن الخلود أبقى رغم أن الزعامة تمنح الإنسان المهابة إلا أن الخلود يمنح الإنسان البقاء ..
وكان شوقى على حق وهو يصافح الزعيم وكان سعد زغلول على حق وهو يضع الخلود فى مكانه ..
وإذا كانت الزعامة فى السياسة فإن الخلود فى الفن ..
ولا أحد يذكر اسم ملك إنجلترا فى عهد شكسبير، لأن التاريخ مازال يتحدث عن شكسبير ولا يذكر كل أسماء ملوك إنجلترا ..
وحين يزور رؤساء الدول ألمانيا فإنهم يقدمون لهم سيمفونيات بيتهوفن، رغم أنهم ينتجون أغلى أنواع السيارات فى العالم .. ولم يكن غريبا أن يقول سعد زغلول لأمير الشعراء أحمد شوقى «أهلا بالخلود» لأن شوقى هو الخالد حقا، ولأن الإبداع هو أعظم وأبقى ما ترك البشر ..
بعض الخواطر والأفكار تزور الإنسان وتلقى ظلالها على كل شيء حوله وأكثر الأشياء إلحاحا هى أقدار الناس .. وأسوأ الأشياء أن يجهل الزمن أقدار البشر الذين تركوا علامات مضيئة فى حياة وذاكرة شعوبهم ..
وإذا أطلت ذكرى أحمد شوقى أمير الشعراء فلابد أن يصمت الزمن وينحنى التاريخ، لأن لدينا شوقى واحداً .. كان ميلاد الشاعر عند العرب القدامى حدثا كبيرا ويحتفلون به سنوات وما زالت الهند تحتفل بطاغور وفرنسا تحتفل ببودلير وألمانيا بجوته وإنجلترا بشكسبير وإسبانيا بلوركا ومازال المتنبى سيد الشعراء العرب وأحمد شوقى أميرهم..
fgoweda@ahram.org.eg
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية