كان حلم محمد الموجى أن يكون مطربا وللأمانة كان صوته جميلا وحساسا وعندما التقى مع عبدالحليم حافظ وجد حلمه فى صوت عبدالحليم حيث قدم معه أجمل ألحانه وكان آخرها رائعة نزار قبانى قارئة الفنجان .. وفى مشوار طويل من الإبداع قدم الموجي١٥٠٠ لحن ومع كوكب الشرق كانت «اسأل روحك» كلمات عبدالوهاب محمد وهى من أجمل ما غنت أم كلثوم .. كان الموسيقار محمد عبدالوهاب يقول إن الموجى مهندس الألحان لأن اللحن عنده بناء هندسى متكامل .. التقينا الموجى وأنا فى قصيدتى «فى عينيك عنوانى» التى غنتها سمية قيصر كان عبدالوهاب قد لحن أبياتها الأولى وكان المفروض أن تغنيها نجاة الصغيرة واكتشفت السيدة نهلة القدسى ما لحنه عبدالوهاب بعد رحيله وتحمس مجدى العمروسى للقصيدة وقدمها إلى الموجى لكى يكمل لحن عبدالوهاب وجلسنا معا عدة مرات .. وحرص الموجى أن يستلهم روح عبدالوهاب وأن يكمل اللحن على طريقته وجاء اللحن وفيه بصمة عبدالوهاب من بدايته حتى نهايته وغنت سمية قيصر القصيدة ونجحت نجاحا كبيرا ولكنها للأسف الشديد اعتزلت الغناء وبقيت، «فى عينيك عنوانى» أغنيتها الوحيدة وكان من حظها ان يشترك فى تلحينها عبدالوهاب والموجى، إن ذكرى ميلاد الموجى التى نحتفل بها هذه الأيام ينبغى أن تكون على مستوى إبداعه فقد أضاف للأغنية المصرية والموسيقى العربية مذاقا جديدا ويجب أن تهتم مؤسساتنا الفنية والثقافية بهذه المناسبة لأن الموجى لم يكن فنانا عاديا ولكنه ملحن يحتل مكانة رفيعة فى تاريخ الموسيقى العربية .. كان الموجى ملحنا كبيرا وكان صوتا عبقريا وقد تنوعت أعماله وجمعت كل الأصوات الجميلة من أم كلثوم حتى عبدالحليم حافظ ونجاة وشادية وفايزة أحمد وفى مشواره الفنى تنوعت أعماله وكان صوتا جميلا وحساسا وصاحب مدرسة من أهم وأجمل المدارس فى تاريخ الموسيقى والأغنية المصرية فى عصرها الذهبى.. إن الاحتفال بذكرى ميلاد الموجى حدث كبير لا ينبغى أن يعبر فى تاريخنا الفنى بصورة لاتتناسب مع تاريخه وإبداعه وهو أحد رموز الموسيقى العربية موهبة وإبداعا..