تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

كان نزار قبانى يقول لى إن الطبلة أهم الآلات فى الفرق الموسيقية وإنها أهم ما يضبط الإيقاع للفرقة كلها ولهذا يسمى الطبال ضابط الإيقاع والفرقة الموسيقية لاتتحمل إلا طبالا واحدا وإذا أخطأ الطبال فإنه يفسد كل عمل الفرقة..

وإذا أردت أن تفسد الحفل على المطرب عليك بالطبال لأن حركة واحدة منه تفسد الحفل كله ومن الخطأ أن يكون فى الفرقة أكثر من طبال لأن ذلك يربك المطرب والحفل معا.. كان نزار يقول إن الذى أفسد قصيدة النثر وجعل الجماهير تقاطعها وتبتعد عنها أنها بلا إيقاع ولهذا غاب عنها أحد العناصر الرئيسية فى بناء القصيدة وهى الوزن أى الإيقاع..

والشىء الغريب أن غياب الإيقاع يفسد أى شىء حتى فى العلاقات الإنسانية وهى ما يسمى اليوم «الكيمياء» أو «لغة الجسد» أن تكره إنسانا بلا سبب أو أن تحب آخر بلا مبررات.. وهذا الإيقاع هو التناغم وهذا الكون قام على التناغم فى الخير والجمال والحب أحيانا تشاهد عمارة نشاز ربما فى تناسقها أو ألوانها أو ارتفاعها إنها خارج السياق ..

وما يحدث فى العمارة تراه فى الأشجار وربما فى البشر لأن بعض الناس خارج السياق شكلا أو كلاما أو شططا إنه خارج السياق.. ولأن الحياة قامت على التناغم أى الإيقاع فإنها ترفض كل الظواهر التى تتنافى مع طبيعتها ولهذا تحافظ على إيقاعها وتناسقها ويبقى الجمال جمالا حتى لو تسرب القبح ويبقى العدل عدلا حتى لو ساد الظلم ويبقى الخير إلى ما شاء الله..

وكلما تغير لون السماء واختفت العصافير وشعرت الأشجار بالغربة وظهرت أشباح غريبة تشبه البشر تذكرت كلمة نزار قبانى عن الفرقة الموسيقية حين يفسد الطبال اللحن وهو لايعلم أنه أضاع الحفل كله..

إن الحياة كلها فرقة موسيقية كل شىء فيها قام على التناغم وهناك إيقاع واحد يوجه كل أعضاء الفرقة وليس قائد الفرقة هو الذى أبدع اللحن ولكن هناك شخصا واحدا يسمى الطبال أو ضابط الإيقاع يستطيع فى لحظة أن يفسد اللحن دون أن يحاسبه أحد..

 

fgoweda@ahram.org.eg

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية