كان من حظى أن أزوره فى رمضان فى بيته فى المهندسين منذ سنوات دخلت عليه وكان يختم صلاة التراويح وصافحنى بحرارة وجلسنا معا نتحدث فى كل شىء وتوقف طويلا عند مشواره فى مدينة طنطا ورفاقه فى حفظ وتجويد القرآن الكريم بجميع قراءاته،
يومها تناولت السحور مع شيخ القراء الشيخ محمود خليل الحصرى.. يومها تحدث عن رحلته فى رحاب القرآن الكريم وكيف حفظه وهو طفل صغير وبدأ يقرأ القرآن فى ساحة مسجد السيد البدوى الصوفى العظيم، ثم أكمل رحلته مع علم القراءات حتى أجاده بكل الاختلاف فيه

وبدأ مشواره فى الإذاعة مع كوكبة من القراء الذين تزينت بهم الإذاعة المصرية..

وقد ولد الشيخ الحصرى فى شبرا النملة وهى من ضواحى طنطا وكان مصدرا من أهم مصادر علم القراءات فى مصر والعالم، كما انه أبدع فى تلاوته للمصحف المرتل وكان سباقا فى ذلك وقد شارك فى مناسبات دينية كثيرة فى مصر وخارجها وزار معظم الدول الإسلامية وقرأ القرآن الكريم فى مساجدها..

وتولى مسئولية مشيخة القراء وكان رئيسا لقراء مصر وكان أستاذا ومعلما فى علم القراءات وقد رتل القرآن بأكثر من قراءة، ويعتبر المصحف المرتل من أهم إنجازاته، كما أنه سجل القرآن الكريم بأكثر من طريقة وكان صوت الشيخ الحصرى يتميز بقوته وتنوع طبقاته..

وقد أجاد فى كل مراحل حياته قراءة وصوتا وإخلاصا لكتاب الله وقد أوصى أن يخصص ثلث ما يملك لخدمة القرآن الكريم،

وقد عملت ابنته السيدة ياسمين الخيام على تنفيذ وصيته وأقامت فى مدينة أكتوبر مسجدا ومركزا ثقافيا واجتماعيا يحمل اسم الراحل الكبير، وما زال تلاميذ الشيخ الحصرى ينتشرون فى بلاد الدنيا منهم من تعلم على يديه ومنهم من عايش قراءاته ومنهم من رأى فيه القدوة والمثل الأعلى،

وما زلنا نعيش مع قراءات الشيخ الجليل لأنه سيبقى علامة مضيئة فى كوكبة قرائنا الأجلاء.. كان الشيخ الحصرى احد رموز هذه السلسلة الذهبية من قرائنا العظام الذين حملوا كتاب الله إلى العالم كله..

fgoweda@ahram.org.eg