تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
اختفاء باتا
هل تذكرون محلات باتا للأحذية التى كانت تنتشر فى كل أرجاء مصر وكانت تغطى كل احتياجات الأسرة المصرية بأسعارها الرخيصة وكانت تتمتع بسمعة طيبة فى الشارع المصرى، وكان الأب يأخذ الأبناء فى الأعياد ويشترى لهم أحذية جديدة بأسعار رخيصة لا تتجاوز بضعة جنيهات .. ولم تكن المحلات قد عرفت الأحذية الإيطالية المستوردة بأسعارها الفلكية ولم يعرف المصريون الأحذية المستوردة إلا فى سنوات الانفتاح حين فتحت الدولة عمليات الاستيراد فى كل شيء ورغم ذلك بقيت أحذية باتا فى كل الأسواق وقد اعتاد الناس عليها بأسعارها الرخيصة وقدرتها على التحمل وتوافرها فى الأسواق .. الجديد فى قصة باتا أنها دمجت فى شركة المحاريث والهندسة ولا أحد يعرف لماذا دمجت هذه الشركة بعمالها ومصانعها ومحلاتها وهى تملك مئات المحلات والمعارض والمصانع .. إن آخر أرقام الخسائر فى مصانع باتا أنها خمسة ملايين جنيه فقط أى اقل من ٢٠٠ ألف دولار رغم أن فى مصر محلات كانت تبيع الحذاء المستورد بمئات الدولارات .. لا اعتقد أن دمج محلات باتا سوف يحل أزمة الدولار أو أن خسائرها تتطلب ذلك وأن الأفضل أن تبقى لأنها توفر سلعة رخيصة للمواطن البسيط الذى لا يملك القدرة لشراء حذاء مستورد .. هناك بعض السلع التى اعتاد عليها المواطن البسيط وأسرته وكان منها أحذية باتا والأقمشة الرخيصة وأنواع كثيرة من الأطعمة والمعلبات والألبان التى كانت فى يوم من الأيام تلبى طلبات الأسرة البسيطة وكانت باتا من أشهر مصانع الأحذية فى مصر وكثيرا ما كانت تصدر للخارج وتنافس بأسعارها الرخيصة السلع المستوردة رحم الله أيام باتا صديقة البسطاء وأحذية فقراء مصر .. هناك فى مصر ما كان يسمى سلع البسطاء وكانت منها منتجات باتا وكثير من البيوت فى مصر اعتادت عليها ولا شك أن كثيرا من الناس سوف يفتقدون باتا الذكريات والأيام والأسعار الرخيصة.. بعد ٩٠ عاما تغلق محلات باتا أبوابها وتنتهى معها قصة من قصص الصناعة المصرية التى كانت يوما تقدم للمواطن المصرى سلعة رخيصة يصعب تعويضها.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية