تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > غلاب الحطاب > لمن التاريخ .. ولمن الجغرافيا؟

لمن التاريخ .. ولمن الجغرافيا؟

تركوا لنا التاريخ بأمجاده وصولاته وجولاته وانتصاراته وإخفاقاته، تركوا لنا الماضى لكي نزهوا به ليل نهار، وسرقوا منا الحاضر والجغرافيا، سرقوا منا الأرض والعرض حتى الأمن والأمان ماعاد بأيدينا سرقوا حتى أغانينا، سرقوا حتى الدموع من مأقينا، أمجاد يا عرب أمجاد، تلك الكلمات ماعادت تحمسنا وماعادت درعا لتحمينا.

تركوا لنا التاريخ وريش النعام، تركوا لنا الأوهام، بأننا أمة وقومية قوية، وأن العروبة تجرى فى عروقنا مجرى الدم و.. و ..و.. ، ورحنا فى سبات عميق
نرفع فوق الجبال هاماتنا تيها وفخرا بالتاريخ.


َعلى الجانب الآخر دارت آلة التصنيع وارتفعت رايات العلم وطرقوا أبواب البحث والتنقيب ليس عن الذهب أو البترول ولكن التنقيب عن المعلومات وصناعتها وتعظيم طرق استخدامها وأمانوا بأن من يمتلك المعلومة والطرق المثلى لاستخدامها، امتلك زمام الأمور وامتلك جسارة المبادرة،فتفوقوا وتقدموا ونحن تخلفنا عن الركب وتراجعنا.

منحناهم صك تفوقهم، منحناهم الطاقة وأموال طائلة استثمروها فى القضاء علينا وفى عزلتنا
حتى أصبح كل منا فى وادى يغتال بعضنا البعض، حتى ازاد الغنى غناء وازداد الفقير فقرا
حتى تغولوا علينا ودنسوا أرضنا الطاهرة وراحوا يكيلوا لنا الطعنات، الطعنة تلو الأخرى واستباحوا أرضنا القطعة تلو الأخرى، استباحوا حرمة ديارنا وصواريخهم طالت مخادعنا،
إلى متى إلى متى سنظل كغثاء السيل نلتقى لنفترق نجتمع لنقرر ونخرج بلا قرارات ونترك هيبة العروبة فى قاعة المؤتمرات ريسما نعود إليها مع كل مصيبة تحل فوق روسنا.

ياسادة العرب يا حماة العروبة، اتركوا التاريخ ينام قرير العين فصلاح الدين لن يعود؛ فحافظوا على ماتبقى من الجغرافيا إن لم تستطيعوا إعادة ماتم اغتصابه منها، فالأرض عطشى لقرار واحد ينصفها ويرد لها هيبتها، وبأيديكم آلاف الحلول وآلاف القرارات فأنتم تمتلكون الكثير من وسائل الضغط ووسائل الإذعان، فقط اعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية