تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
شعب الرئيس … أم رئيس الشعب ؟
ليس التمييز بين المصطلحين مسألة لغوية فحسب، بل هو انعكاس لرؤية كاملة لطبيعة نمط الحكم في مصر ، هذا النمط الذي شكّل استثناءً لافتًا في العصر الحديث ، سواء داخل مصر أو في غيرها من الدول.
فـ «شعب الرئيس» تعني أن الشعب قد التحم برئيسه ، التفّ حوله وانحاز إليه، استنادًا إلى الثقة والشعبية والأداء والقدرة على القيادة.
وهذا ما تجلّى بوضوح إبّان ثورة الثلاثين من يونيو، حين التفّ الشعب حول زعيم بزغ فجره في الثالث من يوليو 2013، واجتمعت عليه كل فئات المجتمع بأنّه الأنسب لقيادة تلك المرحلة الحرجة.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي آنذاك البطل الشعبي الذي انتشل الدولة من هاوية محققة، رغم التحديات الإقليمية والحملات الممنهجة التي واجهتها مصر.
ومع ذلك، مضى الرئيس بثبات نحو التنمية، نحو الاستقرار، نحو بناء الدولة الحديثة، بينما ظل الشعب يبارك خطواته، ويتحمل بصبر تبعات الإصلاح وتكاليف التنمية رغم قسوتها.
وبانطلاق قطار التنمية في ربوع الجمهورية بعد سنوات من الجمود، ومع تبنّي مسار جاد للإصلاح ومحاربة الفساد، تحوّل المفهوم إلى «رئيس الشعب»، وهو الرئيس الذي يستمد قوته من الناس، وينحاز لهم دون تردد.
وجاء القرار الأخير لرئيس الجمهورية بالتدخل لتصحيح مسار العملية الانتخابية ليضعه، وبجدارة، في موضع رئيس الشعب، بعدما أعاد الأمور إلى مربعها الأول حرية الشعب في اختيار نوابه دون وصاية أو تدخل أو انحراف عن المشروعية.
فلم ينحز الرئيس لحزب، ولا لقوة سياسية مهما كان نفوذها، بل انحاز فقط للشعب وحقه الأصيل في اختيار ممثليه.
وقال بوضوح لكل من حاول العبث أو ادّعى الوطنية زيفًا: كفى عبثًا بأحلام المصريين وطموحاتهم.
وبين خيارين لا ثالث لهما — تصحيح المسار أو الإلغاء الكامل — اختار الرئيس طريق الشفافية والنزاهة، فجاء الإعلان الرسمي لنتائج المرحلة الأولى من الانتخابات كاشفًا لحقائق صادمة، إذ تبين وجود تجاوزات واسعة، شملت نحو ربع اللجان، وكان معظمها للأسف في صعيد مصر؛ تلك البقعة التاريخية الأصيلة التي لا تعرف إلا العزة ورفض الإهانة ولا تقل بفرض الأمر الواقع.
لقد وصلت زفرة الغضب المكبوت من أبناء الصعيد إلى رئيس الجمهورية، فاستجاب لها، وعقد العزم على إنصاف أهلها وإعادة الحق إلى أصحابه، فاستعادوا كرامتهم، واستعادت العملية الانتخابية مسارها الصحيح.
وهكذا استحق الرئيس — وبكل جدارة — لقب «رئيس الشعب»، لأنه أثبت أن الشعب ليس تابعًا للرئيس، بل هو مصدر شرعيته، وقلب حكمه، وغاية قراره.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية