تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

العيد ترابط وتراحم

كل عام وحضراتكم بخير بمناسبة عيد الاضحى المبارك حيث يحتفل أبناء الأمة الاسلامية فى شتى أركان الارض شرقها وغربها شمالها وجنوبها بمناسبة واحدة فى ذات الوقت ما أعظم هذا المشهد الذى تتوحد و تتلاحم و تتراحم فيه الأمة كلها و يعلو صوتها بالتكبير و الحمد. 

يأتي عيد الأضحى المبارك في كل عام ليحمل معه دروسًا خالدة في معاني التضحية، والإيمان، والوحدة بين المسلمين. إنه ليس مجرد مناسبة دينية، بل حدث إنساني وروحي واجتماعي يجتمع فيه المسلمون في كل بقاع الأرض على قيم واحدة، وقبيلة واحدة، وشعيرة واحدة، في مشهد يعكس عظمة الإسلام ورسالته في توحيد البشر.

 

يرتبط عيد الأضحى بقصة النبي سيدنا إبراهيم عليه السلام حين امتثل لأمر ربه وهمّ بذبح ابنه إسماعيل عليه السلام، تجسيدًا لأسمى معاني الطاعة والإيمان. وعندما فداه الله بذبح عظيم أصبحت شعيرة سنوية للمسلمين تجتمع الأمة كلها، ويتشارك الجميع فرحة العيد.

 

العيد يوحّد الشعوب ويقوّي الروابط ففي عيد الأضحى تتجسد معاني الوحدة بأوضح صورها حيث يقف في الحرم المكي الملايين من شتى بقاع الأرض، بمختلف لغاتهم وألوانهم، بلباس واحد، وقلب واحد.وفي شوارع وأحياء القرى والمدن، حيث تزاور العائلات، ويتقاسم الجيران الأضاحي، ويفرح الأطفال، ويشعر الفقير بالغنى. وحتى في الأوطان البعيدة، يظل العيد رابطًا قويًا يذكّر المغتربين والمهاجرين بانتمائهم لأمة عظيمة، تجمعها القيم والدين.

 

شهدت أيام العيد فتحات عظيمة ونجاحات في ميادين القتال، مثل فتح أنطاكية في يد المسلمين.وفي بلاد المغرب والأندلس، جاء العيد أكثر من مرة حاملًا بشائر النصر وتوحيد الصفوف.

 

وحتى في الأزمنة الحديثة، لم تغب عن الأعياد مشاهد المقاومة والصمود في وجه الطغيان، ليبقى العيد رمزًا للتلاحم والقوة.في زمن تمزقت فيه الأمة وتشعبت فيه المواقف، يأتي عيد الأضحى ليذكّرنا بقيم الوحدة والتماسك. هو دعوة صادقة لإعادة ترتيب الصفوف، ونبذ الفرقة، وإحياء معاني الأخوّة. فحين يتقاسم المسلمون الأضاحي، ويزورون بعضهم البعض، ويتوجهون بالدعاء لأمتهم، تنبعث روح الأمل، ويتجدد العهد بأن هذه الأمة قادرة على النهوض متى تشبثت بدينها ووحدتها.

 

يبقى عيد الأضحى المبارك أكثر من مجرد مناسبة دينية؛ إنه يوم تتلاقى فيه القلوب، وتتوحّد فيه الصفوف، وتتقوّى فيه الروابط الاجتماعية والإنسانية. هو عيد نحتاج إليه ، ليذكرنا أن قوتنا  فى ترابطنا و تراحمنا.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية