تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > علي هاشم > صمام الأمان على مرّ الزمان..!! (1-2)

صمام الأمان على مرّ الزمان..!! (1-2)

ستظل قواتنا المسلحة نعمة كبرى لصون تراب هذا الوطن واستقلاله واستقراراه؛ فهي النواة الصلبة وضمانة الأمن والردع؛ في ظل استباحة إسرائيل وعربدتها في دولنا العربية واستهدف الأراضي القطرية أخيرًا بدعوى ضرب قادة المقاومة الفلسطينية هناك، بضوء أخضر وربما بتحريض أمريكي سافر وغطاء سياسي يسمح بإفلات قادة الكيان من العقاب الدولي بالفيتو الظالم، رغم ما يرتكبونه من جرائم إبادة وتدمير للبشر والحجر ومحاولات مستميتة لتهجير الفلسطينيين قسرًا من غزة، والسعي لفرض السيادة على الضفة لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى الذي يجاهر به قادة الاحتلال ويمينه المتطرف بكل صلف وغرور..!!
 ما نراه حولنا من متغيرات وتحولات كبرى وعاصفة يعكس بجلاء صواب ما أقدمت عليه القيادة المصرية، وبعد نظرها حين أقدمت منذ سنوات على تنويع مصادر تسليح جيشنا والاهتمام بتدريبه ولياقته ليظل في أعلى درجات الجاهزية لأداء أي مهام للحفاظ على الدولة وشعبها.
المدهش أنه رغم أن التهديدات الإسرائيلية اخترقت بالفعل أجواء عواصم عربية بلا هوادة، فقد رفضت بعض الأنظمة العربية تشكيل قوة عربية مشتركة أو "ناتو عربي، لردع أطماع اليمين الإسرائيلي المتطرف في أراضينا، وفضّل البعض تشكيل تحالفات أخرى ربما تكون مهمة لكن التحالفات العربية - العربية كانت أهم وأولى بل أوجب واجبات الوقت، إذ لا تزال القواعد الأمريكية في الخليج العربي تخرج لسانها للأمة كلها، ولا يزال البعض يتمسك بها رغم أنها لم تشفع في صد هجمات إسرائيل على الدوحة التي كان ينبغي أن تسقط معها أوهام الحماية الأمريكية التي أعلنت إدارة ترامب بجلاء لا لبس فيه أن إسرائيل هي الحليف الاستراتيجي الأول والأخير وليس العرب.. فكيف تكون واشنطن المنحازة بلا حدود لتل أبيب خصمًا وحكمًا، أو حاميًا ومحرّضًا على العرب في آن واحدٍ.
وهنا يحضرني ما قاله عاموس يدلين الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الصهيونية بعد تقاعده  الذي أكد أن "من الأهداف الاستراتيجية لإسرائيل أن تظل مصر ضعيفة أبدًا لمنعها من إنجاز أي نهضة حقيقية تمثل خطرًا في المستقبل القريب والبعيد، وقد نجحنا بالفعل في ذلك، وزرعنا عوامل الشقاق بين مكوناتها الأساسية حتى يظل المصريون دومًا متصارعين مشغولين عنا بهذا الصراع"..والسؤال: هل هناك من لا يزال يسأل: أهناك من يريد خراب مصر وإضعاف نسيجها الوطنى ونزعها من محيطها العريي أو إخراجها من مدارها الإسلامي وريادتها التاريخية التي حفظت للعالم الإسلامي بقاءه وتوازنه في وجه الهجمات البربرية عصرًا بع عصر، بدءًا بالهكسوس، مرورًابالتتار والصليبيين والأوروبيين وانتهاءً بالإسرائيليين ولا يزال من يسعى على الأرض لهدم مصر وجيشها ولا يعدم الوسائل والدوافع والعوامل لإحداث البلبلة والفتنة بالشائعات وغيرها، مستخدمين في ذلك وسائل عديدة فرضتها ظروف ما بعد ثورة يناير وهي كثيرة.
إن مصر كانت ولا تزال محط أطماع القوى الاستعمارية التي لم تتوقف محاولاتها المستميتة منذ القِدَم وحتى اليوم عن استهداف هذا البلد لإخضاعه وبسط السيطرة عليه..وينبئنا التاريخ بوقائع عديدة تجسد هذه المطامع؛ لعل أبرزها تجربة محمد علي الكبير الذي اجتهد في تأسيس نهضة مصرية حديثة وجادة تستلهم روح النهضة الأوروبية وتحاكي تجاربها الناجحة، فبدأ بتأسيس جيش قوي ومنظومة زراعية وصناعية وتعليمية ناهضة، مستعيناً بخبرات أوروبية استقدمها لمصر جنباً إلى جنب إيفاد بعثات علمية من أبناء مصر لأوروبا التي لم يرق لها قيام دولة قوية في مصر فناصبتها العداء وانقضت عليها حتى انتهى الأمر بمؤسس النهضة الذي بلغ بمصر شأناً عظيماً في القوة العسكرية والاقتصادية محاصراً بين أنياب القوى الأوروبية الرئيسية آنذاك.
ومن يومها لم تتوقف مطامع أوروبا في أرض المحروسة؛ فقد تكالبت عليها الحملة الفرنسية 1798، وبعد فشلها انقضت عليها الإمبراطورية البريطانية لتمكث مصر في قبضتها نحو سبعين عاماً في ذل وهوان واستنزاف واستعباد أزهق الأرواح حتى نالت مصر استقلالها ..لكن لندن لم تقنع بخطاياها في أرضنا حتى شاركت مع فرنسا وإسرائيل في عدوان ثلاثي استهدف ضرب الثورة الناشئة وإثناءها عن تأميم قناة السويس.
 ولا تزال المحاولات مستمرة حتى اليوم لإيقاف تقدم مصر نحو المستقبل، وربما يكون مفهوما لماذا تحاول قوى كبرى إجهاض دور مصر لكن الأعجب ان تتبارى دول، يفترض أنها بحكم اللغة والدين والجوار شقيقة، للقفز على أدوارها وتنفيذ مخطط هدم وتفتيت للنسيج الوطنى حتى يصبح المصريون فرقاء متصارعين..!!
وهذا ما يفسر لماذا ظل جيش مصر هدفا للتشويه والاستهداف وتلويث السمعة من جانب قوى الشر وجماعاته..
وينسى هؤلاء أن العلاقة بين الشعب المصري وجيشه فريدة يميزها قوة التلاحم؛ إذ لا نجد عائلة أو أسرة في بلدنا الا وبينها مجند او ضابط يخدم في قواتنا المسلحة التي يرتبط بها شعبنا ارتباطًا عضويًّا متينًا كارتباط العضو بالجسد، ولم ولن يحدث أن خذل الجيش المصري شعبه أو تخلى عن مسئولياته الأخلاقية أو نكث بعهوده وأيمانه تحت أي ظرف من الظروف..فهل أخذنا الدرس مما يجري حولنا وكيف أن جيشنا صمام أمان في وجه عاصفة المطامع والتحديات التي يقبلها للأسف تخاذل عربي يزيد المخاوف ويثير القلق ..؟!

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية