تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
استعادة القيم الإنسانية الرفيعة
هل تعاملنا مع رمضان بما يليق به من رفعة وتهذيب وتجرد وزهد.. أم جعله البعض فرصة للإسراف في الطعام والشراب والسهر لمتابعة برامج مقالب ومسلسلات لا يتورع بعضها عن نشر رذائل وتفاهات وموبقات يجري التعامل معها على أنها قاعدة بينما الفضيلة هي الاستثناء..
والسؤال: كيفت تعاملت الدراما مع رمضان..وماذا أراد صناعها توصيله من رسائل وأفكار وقيم ومضامين..؟!
أما إعلانات المسلسلات والبرامج التافهة فحدث ولا حرج، ذلك أنها تنطلق قبيل الشهر الفضيل لتطارد المشاهد بما سوف تعرضه على الشاشات من عشرات البرامج والمسلسلات، وفيها الغث والسمين والمفيد والفارغ والجاد والهازل..ولا أدري كيف سيوفق المشاهدون بينها رغم صيامهم وقيامهم..ومن أين سيجدون وقتاً لمتابعة كل هذا الكم الكبير من تلك المسلسلات والبرامج..؟!
شتان بين ما أراده الله لنا من رمضان وبين ما نفعله بأنفسنا فيه..ويبقى السؤال: هل نحن عازمون على الصيام عن الغيبة والنميمة والحقد والغل والحسد وإيذاء الآخرين دون ذنب أو جريرة ..هل يرحم كبارنا صغارنا وأغنياؤنا فقراءنا ومسئولونا مواطنينا ..وهل يوقر صغارنا كبارنا ..هل يتوقف التجار عن جشعهم ..والموظفون عن تلقى الرشاوى أو الإكراميات لقضاء مصالح العباد..هل يخلى العمال والموظفون عن التذرع بالصيام ليمارسوا الكسل والتراخي وتعطيل مصالح الناس؟!.
نحن في حاجة لاستعادة روح رمضان فننتصر على النفس أولًا؛ لتستقيم سلوكياتنا مع جوهر هذا الدين الذي جعل رمضان فرصة لتريية النفوس على التقوى والعمل والصبر وليس ضيق الصدور والإسراف والكسل والبذخ والسهر..!!
سيظل لرمضان خصوصية وفرحة في قلب كل مؤمن، ففيه نفحات لم تتوفر لغيره من الشهور، ويكفيه أنه شهر القرآن ..فلا أقل من أن نحسن استقباله بإصلاح ذات البين والاعتذار عما قد يكون بدر منا لأهلنا أو جيراننا أو زملائنا في العمل أو في أي مكان؛ فالرجوع للحق خير من التمادي في الباطل..وإصلاح القلوب فريضة واجبة فهى محل نظر الله تعالى، فالله لا ينظر إلى صورنا وأجسادنا ولكن ينظر إلى قلوبنا ولا يصح أن يشوبها حقد أو كبر أو كراهية أو ضغينة لأحد.
يا صناع الدراما والبرامج رفقًا بنا وبمجتمعنا..كونوا صناع نهضة ومشاعل تنوير تضيء للأجيال الجديدة طريق العودة للأخلاق الحميدة والقيم الأصيلة، وحب العمل والعلم، وإعلاء شأن بر الوالدين والإحسان للجار والعطف على المساكين وإصلاح ذات البين والقراءة والعودة للجذور مع الاهتمام بمستجدات العصر ..ندعو الله أن يتم علينا رمضان على خير، وأن يأتي رمضان القادم وقد تبدلت الدراما لتنحاز لقيمنا وأخلاقنا وتبني جسور الأخلاق الأصيلة لتربط شبابنا وأطفالنا بتاريخهم وحضارتهم حتى تزيدهم قوة وصمودًا في عالم شديد التحول والتغير..!!
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية