تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
وجهان لـ٥ يونيو
بحسابات التاريخ، فإن ثمانى سنوات فى حياة أمة أقرب إلى ثوان معدودات، وحين يطالع المصرى حادثين وقعا فى ٥ يونيو بهذا الفاصل الزمنى، لا يملك إلا تأكيد يقينه بعظمة الوطن الذى ينتمى إليه، وعراقة الأرض التى يغرس فيها جذوره.
٥ يونيو ١٩٦٧ يؤرخ لنكسة، إذا وقعت على أرض أخرى غير مصر، كانت كفيلة بزلزلة شعبها لمدى زمنى طويل، إلا أن الأمر اختلف عند المصريين الذين أيقنوا دائما أن النكسات عوارض فى حياة الأمم العظيمة.
٥ يونيو ١٩٧٥ أصبح لحظة لمحو ذكرى الهزيمة وإغلاق قناة السويس، وتطهير قلوب المصريين من أحزانها، ومرارات تجرعوها، لكنهم لم يكفوا فيما بين اللحظتين عن العمل الجاد، والأخذ بكل أسباب تحويل النكسة إلى نصر، بل انتصارات متوالية، وصولا إلى صياغة المشهد التاريخى، والاختيار العبقرى ليوم لا يغيب مغزاه عن كل لبيب.
واليوم يمر نصف قرن على هذه اللحظة المجيدة، حين استعادت قناة السويس دورها كأهم ممر بحرى فى العالم.
لم تكن السنوات الثمانى بين الإغلاق عقب العدوان الخسيس، الذى توقف على أثره دور القناة، وعودتها للحياة من جديد بعد حرب التحرير فى أكتوبر ١٩٧٣، مثل أى فترة زمنية اعتيادية شهدتها مصر.
كان الطريق شاقا، فمصر التى لم تنكسر بفعل مؤامرة ٦٧ أفاقت سريعا، وخاضت حرب الألف يوم، وكبّدت عدوها خسائر فادحة خلال عمليات استنزاف مازالت ذكرياتها تؤرقه، وكانت بروفة لحرب العبور، ثم انتقلت إلى مرحلة أخرى لاسترداد كل حبة رمل فى سيناء، عبر مفاوضات شاقة، بالتوازى مع جهود مضنية لتطهير المجرى الملاحى للقناة من الألغام، والقطع البحرية الغارقة، وإعدادها للملاحة، مصداقا لوعد قطعه الرئيس السادات بعد عشرة أيام من اندلاع حرب التحرير، حين أعلن فى ١٦ أكتوبر أن مصر سوف تعيد الحياة للقناة، لتؤدى دورها العالمى الذى كان العدوان وراء ما تكبده الاقتصاد الدولى من خسائر فادحة.
اختيار تاريخ ٥ يونيو بالذات كان ضربة معلم مدهشة، فهو نفس اليوم الذى وقع فيه العدوان، لتضيف مصر لصفحة نضالها وانتصاراتها لحظة أخرى مجيدة، وجها مضيئا لـ٥ يونيو، يمحو للأبد عتمة ما حاق بنا عام ١٩٦٧ لتشهد أرض الكنانة بعد عسر يسرا.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية