تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
ممدوح عباس المدهش
قبل أن ألتقي ممدوح عباس، رئيس نادي الزمالك الأسبق، كنت أظن أن أولوياته الرياضة وعشق الفانلة البيضاء، لكني وجدت نفسي أمام شخصية متعددة المواهب والاهتمامات، ومعنيٍّ بكل ما هو جديد في العلوم والإنتاج والأعمال.
فقد كان من أوائل الشخصيات التي عملت في تكنولوجيا المعلومات في مطلع الثمانينيات، وأنشأ العديد من الشركات الناجحة في أكثر من مجال.
إنه عاشق للعلم والنجاح والتخطيط، وعندما ترك رئاسة نادي الزمالك، الذي يعشقه، لم يكف عن الاهتمام بحل أي مشكلة تواجه إدارة النادي أو لاعبيه، فما يهمه أن يكون النادي مدرسة لتخريج أجيال من الموهوبين، ولا يهمه أن يكون في مركز الأضواء أو صنع القرار، بل يكفي أن يعطي الرأي بعد اطلاع ومعرفة، وأن يقدم المساعدة لأي إدارة جديدة.
ورغم انشغالاته الكثيرة ونجاحه المهني في عالم الأعمال، فقد كنت مندهشًا من أنه يجد الوقت للاهتمام بمجالات أخرى كثيرة، خاصة الأعمال الخيرية، فلا يكف عن تقديم العون والمساعدة في أي عمل جاد يسهم في نهضة بلده.
ولأنه خريج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة، فقد رأى أهمية البحوث العلمية والدراسات التي تسهم في اتخاذ القرارات الصحيحة المبنية على متابعة كل ما هو جديد ومتطور، ولهذا أنشأ كرسيا علميا لخدمة طلاب الدراسات العليا، كما أسس مؤسسة «كيميت» المعنية ببحث الأزمات السياسية وتحليلها وصياغة الرؤى للتعامل معها.
وهو عاشق للحضارة المصرية القديمة، ودائمًا يرى أن حضارة مصر وغناها المبكر بالعلوم والتقدم سيكونان دافعًا لأن نرتقي ببلدنا، وأن نواصل مشوارنا الحضاري، وهو على ثقة دائمة بأن المصريين لديهم القدرة على تحقيق المعجزات عندما تتوافر لهم الأدوات والمناخ.
أما عن دوره في إنشاء مؤسسات علاجية وخيرية، فلا يحب أن يتحدث عنها، لكنه لا يكف عن متابعتها وتطويرها لتقديم خدمات صحية بمستوى جيد لمن يحتاجون إلى العلاج. ومن بين تلك المؤسسات مستشفى «الناس»، الذي يطمح أن تتسع خدماته لتشمل قطاعًا كبيرًا ممن يحتاجون إلى رعاية طبية. كما أنشأ مؤسسة «الجود» من منطلق ألا ننتظر من الدولة أن تقوم بكل شيء، وأن على القادرين ورجال الأعمال واجبات نحو الوطن تمتد من الإنتاج المتطور القادر على المنافسة إلى العمل الاجتماعي والإنساني والخدمي.
إنه شخصية مدهشة وآسرة، فهناك العديد من الشركات التي أسسها وأدارها في مجالات متنوعة وحققت نجاحًا كبيرًا. وقد تظنه رجل أعمال ناجحًا فقط، أو مهتمًا بالحقل الرياضي فقط، لكنه يدهشك بمعارفه الموسوعية، وحسه الإنساني والوطني، والتنوع الواسع في أنشطته. إننا في حاجة إلى هذا النموذج المعطاء، المتحضر والإنساني، الذي يستحق كل المحبة والتقدير.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية