تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
كليات للعاطلين !
بسبب عدم الترابط بين سوق العمل والتعليم العالى أصبح لدينا جامعيون لا يجدون فرصة عمل، لنفقد شبابا أنفقت أسرهم الكثير من المال على إلحاقهم بالتعليم العالي، أمضوا فيه أكثر سنوات حياتهم حيوية ونشاطا، لكنهم يجدون أنفسهم خارج سوق العمل،
لا توجد وظائف تناسب مؤهلاتهم. هذه نتيجة متوقعة، فى ظل عدم وجود خطة تربط بين احتياجاتنا فى مختلف الصناعات والخدمات وعدد الطلبة المقبولين فى كل تخصص، وكذلك عدم مراعاة المتغيرات السريعة فى متطلبات سوق العمل.
تلقيت رسائل من طلاب تخرجوا من كليات القمة تشكو من أنهم لم يجدوا فرصة عمل، وهناك من يغيرون مجال العمل بعد التخرج، ويحاولون تدارك أمر التحول من خلال برامج ودورات تهيئهم من جديد لعمل لم يدرسوا مجاله، وكأنهم بددوا جهد وأموال سنوات لم تعد بالنفع عليهم.
هذا الهدر فى قدراتنا البشرية مسئولية كبيرة، علينا أن نعمل من أجل تداركها، وأن تكون هناك خطط ملزمة تحدد نوع الكليات المطلوبة وأعداد الخريجين منها، وحتى برامج التعليم فى كل سنة دراسية، وأن يتخللها تدريب فى مؤسسات حكومية أو خاصة، بما يؤهل كل طالب لاكتساب المهارات المطلوبة فى مجال عمله، حتى لا ينتظر سنوات يقضيها على المقاهى أو الألعاب الألكترونية، وعندها يقبل بالعمل فى أى فرصة سانحة، حتى لو كانت بعيدة عن التخصص الذى درسه.
إن إنشاء مجلس يحدد نوع الكليات، يتشكل من وزارة التعليم العالى والعمل ورجال أعمال خطوة ضرورية من أجل التناغم المطلوب بين التعليم العالى وسوق العمل، بما يحقق النفع للخريجين وجهات العمل. كما ينبغى الرقابة على الجامعات من حيث البرامج وجودة التعليم، وأن تضع حدا أدنى مناسبا لدرجات المقبولين فى الكليات.
فليس من مصلحة أحد قبول طلاب حصلوا على ما يقرب من الحد الأدنى فى كليات القمة، التى تتطلب أن يكون الدارس على مستوى مناسب، وليس القبول بكل طالب مهما كانت معدلاته طالما يمكنه سداد المصروفات. كما على كل كلية أن توفر هيئة تدريس تتمتع بالكفاءة، وأن تمنحهم الرواتب المناسبة، وكتب لى بعض المعيدين أنهم لا يتلقون رواتب تزيد عن 10 آلاف جنيه، مقابل عمل شاق وطويل، لا يمكنهم من استكمال دراسات الماجستير والدكتوراه، ويهرب كثيرون إلى أى دولة فى الخارج.
إننا أمام مهمة ضرورية وعاجلة، حتى نحافظ على سمعة جامعاتنا وكفاءة خريجينا، والمنوط بهم تحقيق أمل مصر فى المنافسة الاقتصادية العالمية، وأن تستعيد دورها الإقليمى والدولى لتكون منارة العلم مثلما كان أجدادنا، وهو دور لا أجده بعيدا إذا ما تحقق التعاون من أجل تحقيق آمالنا فى دولة مزدهرة بفضل كفاءة وعطاء خريجى جامعاتنا.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية