ساعات قليلة، تفصلنا عن حدث غير مسبوق، يعزز وضع مصر على طريق المستقبل، ألا وهو الإطلاق الرسمي لخدمات الجيل الخامس 5G.

فبين عظمة الماضي وتاريخ يضرب بجذوره في عمق الحضارة الإنسانية لأكثر من 7 آلاف عام، وتحديدا أمام الأهرامات، يعلن في احتفال ضخم تشير مصادر إلى احتمال حضور رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، فضلا عن عدد من الوزراء وكبار مسئولي الدولة، الإطلاق الرسمي لخدمات الجيل الخامس التي تدخل بمصر عصرا جديدا من التكنولوجيا، تضعها أيضا على قمة المستقبل.

تأتي الاحتفالية المرتقبة، والتي ستقام في السابعة من مساء غد الأربعاء، تتويجا لجهد سنوات من الإعداد والإنفاق على البنية التحتية الرقمية، وخطوة في اتجاه تحقيق رؤية الدولة المصرية نحو التحول الرقمي وبناء “الجمهورية الجديدة"، التي تستهدف النهوض بالمواطن المصري وتيسير حياته، وتقديم الدعم والرعاية لمستحقيها.

وترجع أهمية الحدث، لكون ترقية خدمات الاتصالات إلى الجيل الخامس، هي أيضا ترقية لأدوات تمكين الدولة لتحفيز النمو الاقتصادي، وتحسين تنافسية مصر في جذب الاستثمارات من خلال وصول أسرع للإنترنت، وظهور تقنيات جديدة، مثل الذكاء الاصطناعي و إنترنت الأشياء والأتمتة ، وجميعها تقنيات تسهم في خلق استثمارات جديدة، وتعزيز نمو صناعات، فضلا عن أن الزيادة الهائلة في كمية البيانات، والمتوقع أنّ تزداد حجمها بمئات "الزيتابايت" خلال العقد المقبل يتطلب ترقية الخدمة لاستيعابها .

إضافة لذلك، فإن ترقية سرعة التقنية، والتي تجعلها أسرع 10 مرات، من خدمات الجيل الرابع بحسب خبراء الاتصالات، وسعتها الهائلة، يمكن أن تسهم في دعم تطبيقات عديدة وتوسيع نطاقها، كالتحكم في حركة البيانات المتصلة بالسحابة، ومحادثات الفيديو، وأنظمة الاستجابة للطوارئ ، و التعليم والعمل عن بُعد، والمدن الذكية، ما يعني القدرة على إحداث تغيير للأفضل في كافة الاتجاهات.

لاشك أن إطلاق الخدمة رسميا، لا يعني وصولها بالشكل الأمثل الذي ينبغي أن تكون عليه في البداية، إذ ستتحكم في جودتها العديد من العوامل، ومنها البنية التحتية في بعض مناطق الجمهورية، كالأبراج الخليوية والشبكات، على الرغم من الجهود الجبارة التي بذلتها الدولة ممثلة في وزارة الاتصالات برئاسة الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات، عبر الشركة المصرية للاتصالات وإنفاقها مليارات الجنيهات خلال السنوات الأخيرة لاستبدال الخطوط النحاسية بأخرى فايبر، وجهود جهاز تنظيم الاتصالات في إجراء الاختبارات وتوفير النطاقات الترددية وغيرها من الجهود ، إلا أن الإطلاق يعني أننا على الطريق نتحرك للأمام، وهنيئا لنا احتفالات خدمات الجيل الخامس.. وعيد الأضحى وكل عام وأنتم بخير .