تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

عبقرية رسالة السيد الرئيس

عام 1994، أجرى الإعلامي الأمريكي المعروف تشارلي روز، حوارا تليفزيونيا، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكان حينها يشغل منصب رئيس حزب الليكود، وزعيما للمعارضة في الكنيست الإسرائيلي.

تشارلي روز تطرق في حواره مع نتنياهو إلى رؤيته بشأن مستقبل السلام مع مصر، فقال إن إسرائيل لا تخشى أي انتهاك من الجانب المصري لمعاهدة السلام، وعلل ذلك بحسب وصفه لأن "سيناء قطعة أرض كبيرة"، يتطلب عبورها من جانب الجيش المصري على الأقل سبعة أيام من قناة السويس للوصول إلى الحدود الإسرائيلية في النقب، بل وواصل بأن التهديد قد يكون أكثر من الجانب السوري، إذا لم تكن إسرائيل تسيطر على الجولان، التي تبعد 7 ساعات فقط عن شمال إسرائيل في الجليل.

الرد على ثقة نتنياهو، جاءه خلال السنوات الأخيرة عشرات المرات في كل مرة تحدث فيها الرئيس السيسي عن أي محاولة لتهديد الأمن القومي المصري، لكن الرد الأخير خلال احتفالية مصر وطن السلام، التي أُقيمت في دار الأوبرا بمدينة الثقافة والفنون بالعاصمة الإدارية، مؤخرا كان "عبقريا"، عندما تحدث السيد الرئيس عن الستة أنفاق التي تمر أسفل القناة والتي تجعل من سيناء والدلتا قطعة واحدة.

عبقرية حديث السيد الرئيس كما أراها، أنه كان يتحدث للمصريين ويدعوهم للتوجه إلى سيناء، والتأكيد على أنها لم تعد تلك المحافظة المصرية البعيدة، التي يتطلب الوصول إليها عناءا، خاصة مع عشرات المشروعات التنموية التي نفذتها، وتعمل عليها الحكومة، في العديد من القطاعات كالزراعة، واستصلاح الأراضي، والصحة، والتعليم، والبنية التحتية، والنقل، وتطوير ميناء العريش، وتعزيز الاستثمارات الصناعية، وفي نفس الوقت وإضافة لكل ما سبق فهي رسالة لمن يرون أنهم بمأمن عن يد مصر في حال التجاوز لأن سيناء بعيدة.


الرئيس السيسي، في كلمته خاطب وزراء التعليم والشباب، وأيضا الجامعات، لتنظيم الرحلات الشبابية والطلابية لزيارة تلك القطعة الغالية من أرض مصر.

دعوة الرئيس تستهدف الاقتراب من سيناء، والاستمتاع بكل ما تحظى بها من مواقع تاريخية، وطبيعة على الحقيقة بعيدا عن أوراق الكتب ومشاهد الصور ، ولتكن تلك الزيارات توعية للجيل الجديد، بمكانة سيناء وأهميتها التي تكمن في موقعها الذي يعد حلقة الوصل بين قارتي أفريقيا و آسيا، ورقعة اليابسة الوحيدة التي تصل شرق العالم العربي بغربه، ما جعلها أكثر مناطق مصر تعرضًا للحروب وحركة الجيوش طوال التاريخ فارتوت أرضها بدماء الأجداد والأبناء، لكونها مطمعا للعديد من الأطراف التي تدرك أهميتها كبوابة شرقية، وحصن دفاع عن أمن مصر وترابها الوطني، إذ يحدها شمالاً البحر الأبيض المتوسط وغربا خليج السويس وقناة السويس، وشرقاً قطاع غزة، في فلسطين المحتلة ، وخليج العقبة، وجنوباً البحر الأحمر، ما يجعل حدودها تتقارب مع حدود أربع دول في دائرة واحدة، هي مصر، فلسطين، الأردن، السعودية.

علينا أن نعلم أبناءنا أن كل ذرة من تراب هذا الوطن غالية، وأن العدو سيظل موجودا، وعلينا دائما أن نكون مستعدين دائما لمواجهته، وأن جزء أساسي من آلية المواجهة هو العلم والثقافة والإطلاع على ما يحيط بنا من تحديات.
.. ودائما تحيا مصر.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية