تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > عطية أبو زيد > محمد عبدالمنعم.. الطاووس الحنون

محمد عبدالمنعم.. الطاووس الحنون

كان الأستاذ محمد عبدالمنعم رحمه الله أستاذا بكل ما تعنيه هذه الكلمة.

فى بداياتى بالأهرام كنت أنظر اليه كقامة مثل أغلب أبناء جيله وتعلمت منه الإيجاز فى الحديث أيا كان.

كنت مساعدا لسكرتير التحرير الفنى فى الطبعة الثانية بالأهرام مساء الثلاثاء من كل أسبوع.

وفى هذه الفترة كان هناك اهتمام كبير جدا من مجلس التحرير بإشارات الصفحات الداخلية فى الصفحة الأولى.

وفى هذا اليوم تجاهل المسئولون عن الطبعة الأولى الإشارات، فجاءت التعليمات فورا بضرورة إضافتها كغيار سريع قبل الطبعة الثانية

ولم يكن الأستاذ محمد عبدالمنعم رحمه الله قد وصل بعد فقمت رغم خبرتى المحدودة بكتابتها وايجاد مكان لها على الصفحة الأولى ولاننا كنا مرتبطين بمواعيد للغيار السريع وكذلك الطبعات الثانية والثالثة.

وحتى لا يتأخر الطبع، قمت بتجهيز الصفحة على مسئوليتى، وكنا فى انتظار توقيعه على البروفة.

وبعد لحظات سمعت صوته المرتفع من خارج غرفة المونتاج يقول مين عطية أبوزيد ده؟

ودار حوار بعصبية من ناحيته واحترام وخوف ورعب من ناحيتى.

وطلب بروفة الصفحة الأولى، وكنت أدعو بكل لغات العالم ألا أكون قد أخطات، والحمد لله اعتمدها وأنا صامت لا أنطق.

ودخل صالة التحرير وأنا خلفه بعد لحظات وأنا أخمن ماذا ستفعل هذه القامة مع هذا المبتدئ فى عالم الصحافة.

وجاء الرد قبل انتهاء الشيفت بلحظات ونادى علىّ وربت على كتفى كأب وقال لى أنت هاتبقى كويس فى المهنة، بس بلاش تعرّض نفسك للمواقف دى تانى.

تنفست الصعداء لانه كان يملك أن يفعل الكثير جدا ولكنه رحمه الله اختار أن يكون معلما وأبا روحيا.

كان واضحا جدا لايعرف اللون الرمادى وكم من مطبات ومشكلات مهنية تطوع وانقذنى منها.

رحمة الله على «الطاووس الحنون» الأستاذ محمد عبدالمنعم.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية