لا أدرى لماذا تتمتع مصر الجديدة بكل هذه المكانة فى نفسى رغم أنى لست من مواليدها أو قاطنيها فى يوم من الأيام، وكنت من مدمنى السير فى شوارعها وحتى زحامها كان متحضرا. وارتبطت بنادى الشمس منذ بداية عضويتى منذ ثلاثين عاما تقريبا، فحضانة الأبناء وهم صغار كانت هناك وتمرينات السباحة والتنس كانت هناك.

وفى البداية كان يومى يبدأ بالذهاب إلى النادى فى نحو التاسعة صباحا لألعب «تنس» لمدة ساعتين ثم اذهب إلى عملى وكان هذا يتكرر نحو ثلاث مرات أسبوعيا.

ومنذ نحو 15 سنة غيرت محل سكنى فبعدت عن النادى وأصبحت أزوره على فترات متباعدة.

وفى يوم الجمعة الماضى أجريت الانتخابات وذهبت لكى أدلى بصوتى وشعرت بحنين شديد لهذا المكان الذى شهد طفولة أبنائى وبعض من ذكرياتى الجميلة. وابرز ما لاحظته التنظيم الشديد للعملية الانتخابية رغم وجود بعض الزحام على مداخل مكان التصويت ولكن بمجرد الدخول انتهى كل شىء. كانت العملية الانتخابية منظمة جدا. وابرز ملاحظاتى هو تحضر وأدب الحضور فمثلا إذا اصطدم بك آخر تجده هو من يتوقف ويبادر بالاعتذار والابتسام.

لم اسمع لفظا واحدا خارجا رغم وجود الأعضاء بإعداد كبيرة نسبيا. ولاننى لم أعد أداوم على الذهاب فلاحظت ان النادى يرتدى حلة غاية فى الأناقة، المبانى والطرقات والحدائق غاية فى النظافة والإبهار وأنا هنا اعبر عن المظهر أما المخبر فانا لا أعرف عنه شيئا ولكن من ينجحون فى التغيير إلى هذا المستوى فهم أكيد يديرون بنجاح وشفافية كبيرة.

وعند دخولى قابلت أحد أعضاء قائمة التغيير وتحدث معى لدقيقة عن الانتخابات ولم يسئ من قريب أو بعيد لقائمة الانجازات وعلى راسها الدكتور أسامة أبوزيد ... فأى تحضر هذا؟

شعرت براحة نفسية وجسدية بعد التصويت وجلست لأتناول افطارى مع زوجتى واحتسى الشاى كعادة ملايين من المصريين.

وحمدت الله أننى ذهبت للإدلاء بصوتى لأسترجع ذكريات 30 سنة مضت، فقد مر شريط حياتى كاملا أمام عينى فى هذه الساعات التى عشتها فى رحاب نادى الشمس.

وفى النهاية أبارك للدكتور أسامة أبوزيد وقائمته على النجاح المشرف والمستحق وأقول لمن لم يحالفه الحظ أتمنى لكم الأفضل فى المرات القادمة. وأوصى الدكتور أسامة أبوزيد أن يظل هو ومجلسه محافظين على البريق الذى صنعوه لهذا الكيان الجميل، وعلى فكرة انا لا أعرف الدكتور أسامة بشكل شخصى.