تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
الجنسية مصرى ..«أهرامى»
كانت «الأهرام» حلما.
ولا أنسى أول أيامى فى هذه المؤسسة وأنا وبعض من دفعتى فى كافيتريا الدور الرابع، أحدنا كان يقلب السكر فى الشاى الخاص به وغير منتبه لمرات اصدام الملعقة فى جدار الكوب مما كان بسبب صوتا مرتفعا نسبيا.
وكان يجلس أمامنا بعض هوانم الأهرام ورمقونا ببعض نظرات الاستغراب من هذا السلوك.
وكان الدرس الأول فى الصحافة يوم انفجار مكوك الفضاء الامريكى، تعلمت كيف يتم بناء صفحة ذات موضوع واحد وما هى قيمة النبض التحريرى السريع جدا فى كل القصص الإخبارية داخلها.
وكيف يتم بناء رابط عضوى بينها وبين صفحة الجريدة الأولى.
شيئا فشيئا بدأت أدرك قيمة المؤسسة العظيمة التى أعمل بها، فيكفى أنها أقدم من بعض الدول فى المنطقة.
ولكى تكون رقما فى معادلة الأهرام الصحفية لابد أن تبذل الغالى والنفيس فى سبيل ذلك.
ونحن صغار كنا تقريبا لا نغادر المؤسسة وكنت أؤمن بان كل دقيقة نقضيها بين جدرانها فى المجمل هى خبرة مضافة لن نجدها فى اى مكان اخر.
ورغم ذلك كانت المقولة المنتشرة فى الدور الرابع أنه لو لم يحضر احد نهائيا ستجد جريدة الأهرام تخرج لك من تحت الباب، إنها أقوى من أى تحدِّ.
كنا نشعر ان انتماءنا لمؤسسة الأهرام مثل الجنسية وكنا نشعر بالزهو والخيلاء بسبب هذا الانتماء.
ويكفى اننا كنا نعرف ونقدر اننا ننتمى إلى صحيفة من أكثر 10 صحف وقارا ومصداقية على مستوى العالم.
وكنا نشعر بهذا الوقار فى كل شىء بدءا من الصوت الخفيض وحتى القصص الصحفية الصادقة جدا.
وتعودنا على أن كل ما ينشر فى الاهرام يعد وثيقة تاريخية يمكن اللجوء اليها وقت الحاجة.
وكانت الأهرام دائما اداة من أدوات الدولة المصرية فى تنفيذ سياساتها داخليا وخارجيا.
حفظ الله الأهرام وحفظ أمنا مصر العظيمة.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية