تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الأحكام النهائية!

قامت الدنيا ولم تقعد حتى الآن بعد انتشار أخبار عن إلغاء بعض المواد النظرية من مناهج الثانوية العامة فى بلدنا.

وأخذ البعض عن عدم معرفة يسفه ويقلل من أهمية هذه المواد مثل الجغرافيا والتاريخ والفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع.

ويا سادتى لولا هذه العلوم ما تطورت المجتمعات البشرية ولا العلاقات البينية لأفرادها.

ولولا ما قاله علماء هذه المعارف ما تقدمت البشرية خطوة واحدة وكان غذاؤها مازال من ورق الشجر.

وإذا درسنا التاريخ عن جد وأسباب سقوط بغداد أمام التتار سنعرف لماذا لم تصمد فلسطين أمام الصهاينة، ودراسة الجغرافيا تجعلنا نعرف لماذا مصر مستهدفة منذ بداية التاريخ.

وبدأ الغرب يعرف طريق التطور بعد ما شرح المفكرون ومنهم ابن رشد نظريات أرسطو الفلسفية فأناروا لهم الطريق.

ومثلا جاء جان جاك رسو بأفكاره عن الحرية والعقد الاجتماعى لتكون أعظم نظرية اجتماعية فى تاريخ البشرية تنظم علاقة الفرد بمجتمعه سواء على مستوى المجتمع السياسى «الدولة» أو مجتمع العمل «المؤسسة أو الشركة» أو حتى مجتمع الجيرة.

وأفكار هؤلاء مهدت الطريق لتنظيم المجتمعات، وأعظم ما أسهموا فيه هو إحياء الضمائر الإنسانية وهذا ما يفسر الفرق بين بعض المجتمعات الشرقية العربية والغربية الأوروبية حتى فى ابسط الأشياء مثل حركة المرور والتعامل مع النفايات والقمامة.

ولولا نظريات هؤلاء المفكرين والفلاسفة ما تم تنظيم العلاقات داخل المجتمعات البشرية ولم يجد علماء الفيزياء والكيمياء والرياضيات أرضية لممارسة علمهم وصياغة نظرياتهم الجديدة.

فدعونا نتفق على أن التقدم فى العلوم التطبيقية لابد وأن يسبقه تقدم مماثل فى العلوم الإنسانية.

فالعلم مثل الأوانى المستطرقة ولا نفرق بين ما هو نظرى وما هو تطبيقى.

وأنا هنا لا أعلق أو أقيم ما حدث أو سيحدث، فالتفاعل المجتمعى كفيل بإصدار أحكام نهائية على التجربة وبدون أى تعجل.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية