وصلت مقر عملى فى العاشرة تماما من صباح الأحد، وبعد أن رتبت حالى وأخرجت نظارة القراءة من الحقيبة، وبدأت أطالع صحف الصباح.
فتحت جهاز الكمبيوتر الخاص بالعمل، وبدأت أتصفح بريدى الاليكترونى، ولكن لم تصلنى رسائل جديدة عن أمس.
تذكرت ابنتى وكيف لهذا الكائن الضعيف أن يكون فى الشارع قبل السابعة فى هذا الزمهرير القاسى حتى تلحق بعملها.
فهممت بالاتصال أكثر من مرة دون أى استجابة من الشبكة اللعينة.
حتى جاءنى صوت جرس من الطرف الثانى، وبعد عدة رنات رد صوت رجل ستينى على ما يبدو.
: مين يا غالى؟
ومن المفاجأة تخيلت أنه هو الذى بادر بطلبى أو أن تليفونها قد سرق.
: أنت اللى طالب يا غالى
تنبهت سريعا وبادرت بالاعتذار عن الإزعاج خاصة ان الساعة لم تكن قد تجاوزت العاشرة بكثير.
: أنت اتصلت بأخيك يا غالى، هو فيه حد بيعتذر عن الاتصال بأخيه.
هذا الرجل الذى لا أعرفه ولا أعرف ميلاده ولا ديانته ولكن من لكنته يبدو أنه من صعيد مصر، لا يدرى ماذا فعل بى، وكيف جعل يومى سعيدا بعد أن نصبنى من الغاليين عليه ونصبنى أيضا أخا له.
أسعدك الله يا رجل وأحاطك بها دائما كما أدخلت السعادة على قلبى بأدبك وذوقك الرفيع.
«الكلمة الطيبة صدقة» وهى مفتاح لكل خير فى الدنيا.