تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
«مانشيت» وقفة عرفات!!
ميزة الصحافة ومشكلتها الأساسية, أنها لا تمارس فى المعامل بحيث تكون النتائج محددة ومعروفة مسبقا.
فما قد يعجبنى فى صحيفة أكيد لن يعجب غيري, والعكس صحيح مالا يعجبنى أكيد سيعجب غيرى, فمثلا حدث مثل وقفة عرفات يهم كل المسلمين حول العالم، منهم 380 مليون تقزيبا ناطق بالعربية وحول العالم نحو مليار و700 مليون، وداخل مصر أكيد يهم كل مسلميها.
وقد تعلمنا فى مدرجات كلية إعلام القاهرة أن معيار نشر الخبر هو عدد المهتمين به فى الداخل ثم إقليميا وفى النهاية دوليا.ً
وبمنطق أن خبر وقفة عرفات لم يكن يرقى أن يكون الموضوع الرئيسى لـ«الأهرام» العريقة ــ كما ادعى البعض ــ فى يومها فيجب عدم متابعة العواصف الترابية فى فصل الربيع، وارتفاع درجات الحرارة فى الصيف، وسقوط التلوج فى بعض مناطق سيناء شتاءً، أو صعوبة وسهولة امتحانات الثانوية العامة بحجة أنها أحداث مكررة وتحدث كل عام.
واذا تجاهلنا هذا الخبر فكيف تُعتمد الصحافة الورقية كوثيقة تاريخية فى المستقبل وحتى لو لم يكن الموضوع الرئيسى، فحجم النشر ومكانه له دلالات بحثية فى غاية الأهمية.
وتتميز الصحافة أنه لا يوجد فى ممارستها صواب أو خطأ بشكل مطلق.
المهم أن أخاطب اهتمامات أكبر عدد من الجمهور مع ملاحظة للقاعدة الذهبية هل كل شىء يطلبه القارئ يحتاجه فعلا ؟
وصحافة الفضائح فى الخارج توزع ملايين النسخ مقارنة بالصحافة الجادة .... فهل هذا يُعَد نجاحا؟
وأغلب المؤسسات الأمريكية والاوروبية أعادت طبعاتها الورقية الى الحياة بعد إلغائها.
ونفس هذا الصراع حدث فى مصر بعد ظهور التليفزيون عام 1962 وتوقع المتشائمون اختفاء الاذاعة، ولكن هذا لم يحدث وعادت الآن أقوى من ذى قبل.
الصحافة الورقية باقية بعيداً عن تقييمات المتشدقين لأنها تخاطب غريزة أساسية حقيقية وليست افتراضية فى الانسان وهى الحاجة الى المعرفة.
وفى النهاية أذكر مااكتشفه زعماء الثورة البلشفية عام 1917 بعد نجاحها فى الاتحاد السوفيتى: «هناك فرق بين النظرية والتطبيق»
وباللغه العامية المصرية :«اللى ع الشط عوام»
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية