تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > عصام عمران > البرامج المسمومة و"خرابات البيوت"‮!

البرامج المسمومة و"خرابات البيوت"‮!

‬قبل أكثر من ‮٠٧ ‬عاماً‮ ‬من الزمان تم بث الحلقة الأولى من البرنامج الأشهر ‮ "إلى ربات البيوت‮" ‬للإذاعية الكبيرة الراحلة صفية المهندس شقيقة العملاق فؤاد المهندس والتى كانت صاحبة فكرة هذا البرنامج الرائع الذى ولد عملاقاً،‮ ‬حيث كان‮ ‬يقدم النصائح الاجتماعية الأسرية والنسائية،‮ ‬واستطاعت من خلاله تحقيق مكانة إعلامية واجتماعية كبيرة وتشكيل قاعدة جماهيرية عريضة من خلال طرح حلول للمشكلات التى‭ ‬كانت ترسل إليها بالبريد،‮ ‬فلم‮ ‬يكن‮ »‬إلى ربات البيوت‮« ‬مجرد برنامج إذاعى‮ ‬يقدم اقتراحات منزلية وأسرية للسيدات،‮ ‬بل كان برنامجاً‮ ‬تفاعلياً‮ ‬مع المستمعين،‮ ‬وكانت‮ صفية المهندس‮ ‬صديقة لكل السيدات اللاتى‭ ‬تحدثت معهن عبر‮ الأثير‮، ‬وكانت تقدم‮ ‬يد العون لكل من حولها فى الإذاعة لدرجة أنها لقبت‮ بأم الإذاعيين‮.‬

‮ ‬عفواً‮ ‬على‭ ‬تلك المقدمة الطويلة،‮ ‬ولكننى‭ ‬تذكرت ذلك البرنامج الرائع وغيره من البرامج الإذاعية والتليفزيونية الهادفة التى‭ ‬كانت تقدم لسنوات طويلة وأنا أتابع وأقرأ ما ‬يقدم حالياً ‮ ‬من برامج وفقرات خاصة بالمرأة سواء عبر الفضائيات أو مواقع التواصل الاجتماعى لمجموعة‮ ‬يطلق عليهن إعلاميات أو داعيات وأراهن جميعاً‮ أنهن ‬مدعيات سواء للعلم أو حتى لمهنة الإعلام والصحافة عموماً،‮ ‬فهل‮ ‬يعقل أن تخرج علينا إحداهن بفتوى أو رأى تؤكد فيه أن‮ "الست مش مجبورة ترضع أولادها‮"وأخرى تدعى أنه لا‮ ‬يوجد سند شرعى أو قانونى‮ ‬يجعل المرأة تطبخ لزوجها،‮ ‬وثالثة تشير إلى أنه لا‮ ‬يجب على المرأة القيام بالأعمال المنزلية وإن فعلت ذلك لأسرتها‮ ‬يكون ذلك من باب المروءة والفضل والإحسان وليس من الوجوب أو الفرض‮‬

‮ ‬أنا شخصياً‮ ‬أرى مثل هذه الآراء‭ ‬والفتاوى تمثل خطراً‮ ‬على السلم المجتمعى وتهدد بهدمه وتفكيك أواصره،‮ ‬فالحروب كما ذكرنا مراراً‮ ‬لم تعد بالوسائل التقليدية وتغيرت أساليبها وأدواتها،‮ ‬ويأتى فى القلب منها تلك المواقع والفضائيات التى تبث سمومها ليلاً‮ ‬ونهاراً‮ ‬لمحاولة زعزعة استقرار الأوطان وهدم الثوابت،‮ ‬بل ومحاولة تغيير الفطرة التى فطر الله الناس عليها،‮ ‬فمنذ أن خلق الله الرجل والمرأة وهما متكاملان ومتعاونان لتحقيق العمار فى الكون والتعارف بين الأمم والشعوب،‮ ‬والمرأة هى الأساس فى تكوين الأسرة واستمرار الحياة ونجاحها على‭ ‬مر الأزمان والعصور وقبل تواجد هذه الفضائيات وتلك المواقع التى‭ ‬تسمح لهؤلاء‮ »‬المدعيات‮« ‬بنشر آرائهن وفتاوهن المغرضة أو حتى ‮ ‬غير المسئولة والتى‭ ‬من شأنها تدمير الأسرة وخراب البيوت وهو ما جعل الكثيرين‮ ‬يطلقون على‭ ‬هؤلاء المدعيات‮ »‬خرابات البيوت‮«‬،‮ ‬ولم لا والأرقام والإحصائيات تؤكد ارتفاع نسب الطلاق بشكل مرعب خلال الفترة الأخيرة،‮ ‬وبدلاً‮ ‬من قيام هؤلاء الإعلاميين والإعلاميات بالبحث عن أسباب الظاهرة وتقديم الحلول لها نراهم‮ ‬يبثون البرامج المسمومة والآراء الشيطانية التى‭ ‬تغذى روح العداوة والفرقة بين المرء وزوجه،‮ ‬بل بين الأم وأولادها وهو ما‮ ‬يؤدى إلى تدمير المجتمع وخلق أجيال مشوهة نفسياً‮ ‬واجتماعياً،‮ ‬والأهم من ذلك كله فهم‮ ‬يجهلون قيمة وقامة المرأة فى حياتنا ويختصرون دورها فى رضاعة الأطفال أو طهى الطعام لزوجها وأولادها وتناسوا أنها شريك للرجل وسند قوى له وفقاً‮ ‬لكل الأديان السماوية وحتى القوانين والأعراف الوضعية والبشرية‮.
وهو ما أكده الأزهر الشريف في البيان الذى أصدره مؤخرا بخصوص العلاقة بين الرجل وزوجته وأولاده ودور كل منهم تجاه الآخر.
‮ ‬من هذا المنطلق لابد من وقفة حاسمة وحازمة مع أمثال هؤلاء،‮ ‬فالحرية ليست مطلقة ولكنها مرتبطة بسلامة المجتمع وحماية الأسرة،‮ ‬فأنت حر ما لم تضر،‮ ‬وحريتك تنتهى عندما تبدأ حرية الآخرين،‮ ‬وليكن ذلك هو القانون الذى‮ ‬يجب علينا جميعاً‮ ‬الالتزام به فى تصرفاتنا وأفعالنا،‮ ‬ولعل الرسالة تكون وصلت لمواجهة‮ "خرابات البيوت‮" ‬والحفاظ على ربات البيوت‮!!‬

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية