تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

مع ذكريات ثوره 30 يونيو

….الحكايات ،والمواقف التي تعرض لها الشعب المصري بأطيافه، وواجهها تظل سجلا ناصعًا وتاريخا لا يمكن انكاره أو التغاضي عنه لما يحتويه من قصص وروايات ومواقف تستحق أن تروي وتسجل في تاريخ الجمهورية الجديدة التي يقود بناءها الرئيس السيسي لأنها ، تجسد مدى الولاء والانتماء الذى يميز غالبية أبناء الشعب المصري والذين خرجوا إلى الشوارع لإزاحة حكم جماعة الشر، فقد كان الجميع على مستوى الحدث، ومستوى الظرف التاريخي، وأيضا على مستوى الاحتياجات العاجلة للدولة التي كانت قد أوشكت على الضياع والسقوط.
هنا أتذكر هذا اليوم عندما استمرّ المواطنين في الشوارع بمختلف محافظات الجمهورية ،وكنت في ذلك الوقت في انتظار إعلان التلبيات الذي سوف يصدر تنفيذا للحملة الشعبيه "تمرد" التي قام فيها المصريون دون استثناء بالتوقيع عليها مطالبين بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة ،وعزل رئيس الجمهورية ممثل جماعه الاخوان التي كانت تحكم مصر لمدة عام عاني منهم جميع المصريين ،وشخصيا كنت في انتظار القرار بعد أن أصابتني حاله اكتئاب حاده ولا أتحرك من المنزل وأبكي في صمت وأنا اشاهد ما تتعرض له مصر وشعبها التي تمثل عمري من مذابح وسرقه علنية وعنف لم أعاصره طوال حياتي رغم المظاهرات التي كنا نخرج فيها وقت الجامعه سواء مطالبين بالحرب مع اسرائيل ،واستعادة الارض أو مظاهرات الغضب الشعبي المعروفه بمظاهرات "الخبز " أو أحداث الأمن المركزي ،وغيرها من الأزمات التي كانت تستدعي لخروج مظاهرات ،لكن كانت تتم دون عنف أو ذ بح او تدمير أو وجود صراع بين فئات الشعب ضد السلطة الشعب ،وكان أبنائي وزوجتي يتحركون يوميا للمشاركة في المظاهرات المطالبه بالرحيل لحكم الاخوان ويطالبونني بأن انزل معهم ،ولكن الألم والحزن الذي كنت أمر به كان صعبا جدا وأنا أرى ما يحدث لبلادي مصر التي تسكن فينا نحن المصريين، الي أن جاء يوم الثلاثين من يونيو وقررت أن أنزل بعدما ذكرتني زوجتي بأنني عاصرت الكثير من الأحداث وشاركت فيها وسوف تندم طوال عمرك إذا لم تنزل تشارك باقي الشعب كما تعودت دائمآ، وبصراحة تشجعت ونزلت وعند إعلان القرار من المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع في ذلك الوقت وجدت نفسي وأنا أبكي بشده وأصرخ بأعلي صوتي أخيرا (هوا مصر اصبح نقيا من غير اخوان ) وشعرت أنني ولدت من جديد وكذلك كل الذين نزلوا يطالبون الجماعه بالرحيل وعندما تحقق كانت العباره الشهيرة "هوا مصر مفيهوش اخوان " لأنهم شعروا بالقهر ،وعدم هواء نقي محمل بالأوكسجين الذي نعرفه ،ونعيش به من خلال ما قامت به هذه الجماعة ،ورجالها وميليشياتها مع المصريين جميعا  "عدًا أعضائها وانصارهم من العملاء والمأجورين " وكانت الفرحة والتي كشفت للعالم والمتآمرين قوه وقدره الشعب المصري، وأنه لن يسمح بتغيير هويته الوطنية وتاريخه ،وثقافته وأنه هذا الشعب الذي يقود حاضره ومستقبله ومصيره وأنه مثل "الجمل من حيث القدره علي التحمل والصبر " كما نقول في المثل الشعبي ولكن إذا غضب ،و ثار فلن يستطيع احدا ان يوقفه وسوف يحقق ما يريد ،وها هي السنوات والأيام تثبت ما نقول من حيث قدره الشعب علي الصمود ومواجهه التحديات والأخطار المحيطة بالدولة المصرية وبه ..

**********
عايز تعرف حاجه بسيطة يتمتع بها المصريين حاليا.. تابع الفيديوهات التي ينشرها الأهل في الأرياف خاصة المناطق التي نفذ فيه المشروع القومي لتأهيل وتبطين الترع والتي يسحبوا فيها المتعه التي يشعروا بها ،وهم جالسون علي الترع بعدما تم تأهيلها ،وأصبح بها مكان للجلوس بجوارها ،وملتقي للقاء ،والاستمتاع بالمياه النظيفة وايضاً الاستحمام بها ،ولما لا فقد أصبحت المياه جاريه ،ونظيفة،ولا توجد البلهارسيا وأصبح المزارع يروي أرضه في ميعاده ولا توجد أيه أزمة في مياه الري ،رغم التحديات  المائية التي تواجه مصر  ،ناهيك عن الفوائد الاخري لمشروع التأهيل لصالح الفلاح وزيادة المساحه المنزرعة،هذه الحكايه دلالتها أن الرئيس السيسي يدرك ويعي مشاكل المواطنين بجد وليس كلام ،وهذا المشروع الذي نفذ 90% منه حتي الان أيام وزير  الري السابق عبد العاطي ما كان يمكن تحقيق هذه النسبه لولا المتابعه الشخصيه ،واليوميه من الرئيس السيسي، وتوفير التمويل المطلوب اولاً بأول ،وهنا يؤكد الوزير السابق ان الرئيس طلب ان تكون الأولوية في تنفيذ المشروع بالقري الأكثر احتياجا ،وان تكون ضمن برنامج حياه كريمة ،وبالتالي كان التحرك بالتوازي بين الوزارات المختلفه لتحقيق ذلك فأصبح اكثر من مشروع قومي ينفذ في وقت واحد وهو ما جعل المصريين يتأكدون ان القياده السياسية تشعر بهم ولا تحتاج الي الصريخ لتوصيل صوتها للمسئولين ، وهي رؤيه استراتيجية تعكس حكمه الرئيس وطريقة تعامله مع المشاكل المزمنه للبلاد يضع حلولا جذرية ويشارك الشعب فيها مشاركة فعالة،وليس كلام علي الورق.


الشيء بالشيء يذكر وهذه حكاية عاصرتها شخصيا علي منذ إطلاق مبادرة حوض النيل ، عام 1999 وحتي بناء السد الإثيوبي مرورا باتفاقية عنتيبي المعروفة، وهذا للتاريخ ،وليس مجاملة لأحد وهي شهاده أمام الله والتاريخ أقول ان الرئيس السيسي نجح في إعطاء ملف مياه النيل أبعاده السياسية الحقيقيه ،بعد تهرب مسؤولي هذه الدول من تحمل المسؤولية وكان كلما تحدث أزمة في المفاوضات بين الوزراء كانوا يطالبون أن ترفع علي مستوى الروساء ولكنّهم كانوا يتحججوا بانها مسائل فنيه لا داعي لتصعيدها علي المستوي الرئاسي وهكذا الي أن وصلنا الي آخر اجتماع بين وزراء النيل الشرقي في امريكا -خلال ولاية ترامب الأولى، ساهمت وساطة الولايات المتحدة والبنك الدولي في وصول الدول الثلاث عام 2020 إلى مسودة اتفاق بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، لكنّ إثيوبيا تخلفت عن حضور الاجتماع الختامي والتوقيع على الاتفاق، فيما وقعت القاهرة على المسودة بالأحرف الأولى ،وعندما رفضت إثيوبيا التوقيع بالأحرف ألأولى علي الاتفاق بعد جولات تفاوضية عنيفه أشار ترامب بالنص انا لو من مصر أضرب السد -وهذا كان فخا منصوبا لمصر لاستنزافها ،ولكن السيسي لم يعلق ولم يفكر في ذلك حتي لانه كان مدركا للفخ ويدرك ماذا تريد القوي المناهضه لثوره الشعب في 30  يونيو ؟ وهذه حكاية تستحق ان تسجل ..

**********
اليوم تحتفل القوات المسلحه المصريه بعيد الدفاع الجوي ،وهذا العيد له قصة تستحق أن تروي ليعرفها الأجيال الحالية والقادمة لأن الصحافة ذاكره الأمه وجزء من تاريخها الوطني ومازلنا نواجه المؤامرات التي تحاك ضدنا يحكي التاريخ انه عقب مؤامره يونيه عام 1967 ، "المعروفة بالنكسة " والهجمات التي كانت تتعرض لها البلاد من قبل الطيران الاسرائيلي ( كان يضرب في  العمق المصري) ،قررت القوات المسلحه وضع خطه بهدف وقف هذه الهجمات المعادية ،وكان القرار انشاء سلاح جديد قادر على حماية الأجواء المصرية (سلاح الدفاع الجوى ) الذى نجح فى اسقاط الفانتوم وكانت بداية الطريق إلى نصر اكتوبر عام ١٩٧٣ ،ويذكر التاريخ ان اول اختبار لحائط الصواريخ المصرى كان يوم ٣٠ يونيو ١٩٧٠ عندما فوجئت الطائرات المعادية بوجود صواريخ الدفاع الجوى المصرى فى مواقعها تكبدها خسائر لم تكن فى الحسبان ، حتى أن الأيام التالية لهذا اليوم اطلق عليها اسبوع تساقط الفانتوم ، ففى ٣٠ يونية ١٩٧٠ اسقطت قوات الدفاع الجوى ٣ طائرات و فى يوم ٢ يوليو طائرتين و اليوم التالي ٧ ثلاث طائرات وكلها من طراز فانتوم وسكاى هوك. ويقول الجمسى فى مذكراته ( ومن هنا بدأ الحديث فى اسرائيل عن تآكل السلاح الجوى الإسرائيلى ، وارتفعت الروح المعنوية لقواتنا المسلحة للنتائج التى حققتها قوات الدفاع الجوى بنجاح) ... وفى الجانب الاسرائيلى،  قالت جولدا مائير رئيس وزراء إسرائيل( إن كتائب الصواريخ المصرية كعش الغراب ، كلما دمرنا إحداها نبتت أخرى بدلا منها) ... واصبح يوم ٣٠ يونية عيدا قوميا يستحق الاحتفاء به لانه رمزا لنجاح ثوره الشعب المصري بحماية جيشه من القضاء علي المؤامرات التي كانت تستهدفها وشعبها.

الخلاصة …أن الهوية الوطنيه المصريه لم تختف يوما ما والوعي المجتمعي واللحمه الوطنيه بين أفراد الشعب، هي من تجعل هذا الشعب العظيم قادر دائما علي مواجهة التحديات والعقبات والأزمات التي يمر بها هذا ( الشعب العظيم ) وهي وصف قليل عن امكانات وقدرات هذا الشعب طالما وجد القياده التي تقود الدولة نحو المستقبل في أمن واستقرار وسلام .

خارج النص :
 علينا ان نكون جميعاً علي الدولة المصرية الوطنية هي خريطه لوحدها.. فهي الدولة التي تملك عناصر ونقاط الدوله الشامله، والقدرات المتكاملة فهي تملك جيش كبير، ومحترف،وموقع استراتيجي على البحر الأحمر وقناة السويس،وحدودها تمتد بين قارتي اسيا وأفريقيا وتطل علي القاره الأوروبيه ،أيضا لديها الشرعية الدينية "بلد الأزهر الشريف ووسطية الإسلام "وعروبية وتاريخية، علاوه علي تأثيرها الثقافي والشعبي علي مدار التاريخ في الوطن العربي كله، كل هذا يجعلنا علي يقين بأننا قادرون علي صنع المعجزات وقهر المستحيل بالإرادة الوطنية ،والقيادة الرشيدة .

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية