تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

مصر ..ترامب ..الصندوق

شهد الأسبوع الماضي أحداث هامة تترك آثارها بأكثر من صورة على السياسه المستقبلية للدوله المصرية، وشعبها بدايه من استضافتها لبعثة صندوق النقد الدولي ،ومرحله المراجعه الرابعه لبرنامج الإصلاح الاقتصادي،التي تتم حاليا ولمده أسبوعين من خلال بعثته ،خاصة أن المؤشرات الأولية تؤكد انه على الرغم من كل هذه الأزمات الداخلية والخارجية فان الدولة المصرية استطاعت أن تعبر باقتصادها إلى منطقة آمنة، وذلك وفقا لتصريحات مديرة الصندوق قبل وصولها  الي مصر  بأنها تقدر حجم الجهد الذي بذل في تنفيذ التزامات البرنامج الاصلاحي ، وكما أكدت في تصريحات صحفية عقب وصولها القاهرة "ان لديها  آمال  كبيرة في أنه من خلال الخطوات الصحيحة، يمكن تحقيق هذه الرؤية للاقتصاد المصري في عام 2026،" مشيره إلي تمتع مصر بتاريخ رائع ومستقبل واعد، وهو في أيدي سكانها الشباب المتنامين وسيواصل صندوق النقد الدولي دعم مصر لاغتنام الفرصة لبناء هذا المستقبل الواعد،ويري الخبراء بان ذلك  بمثابة شهادة لقدرتنا على إقامة اقتصاد قوي ومرن قادر على مُجابهة الصدمات، في نفس الوقت كان بيان الرئاسة المصرية عقب استقبال الرئيس السيسي  لها تؤكد الموقف المصري حين أشار إلى "ضرورة مراعاة المتغيرات وحجم التحديات التي تعرضت لها مصر في الفترة الأخيرة بسبب الأزمات الإقليمية والدولية، التي كان لها بالغ الأثر على الموارد الدولارية وإيرادات الموازنة" ،كما ذكر البيان أن السيسي "شدد على أن أولوية الدولة هي تخفيف الضغوط والأعباء عن كاهل المواطنين، لاسيما من خلال مكافحة التضخم وارتفاع الأسعار، مع استمرار جهود جذب الاستثمارات وتمكين القطاع الخاص لزيادة معدلات التشغيل والنمو .
عموما نحن في انتظار نتائج المراجعة  التي تحتاج منا جميعا ان نكون علي قلب رجل واحد وتحمل المزيد من الصعاب اي ان كان نوعها او حجمها  وان نثق في قدرتنا علي التعامل مع كافه المواقف فنحن في حاله  تتطلب التعامل مع مفهوم اقتصاد الحرب - شيئنا  ان أبينا - بمعنى ان يكون لدينا في تحركاتنا المختلفة مفهوم "فكر الأولويات " للتعامل مع التحديات الكبرى التي تواجهنا سواء علي المستوي المحلي او الإقليمي أو الدولي،فالمحيط بالدولة  المصرية ليس بقليل  هنا اكتفي برسالة من القاريء محمد حسين جعفر وكيل وزارة القوي العاملة بالمعاش  علي المقاله السابقه تحت عنوان (الرئيس و الامن و إفريقيا )يقول فيها " بالرغم من الأحداث المتسارعة الدقيقة التي فرضت نفسها على مصر وقلة الموارد للميزانية العامة للدولة وإصرار القيادة السياسية في متابعة وتنفيذ وتمويل الاتفاقية مع الدول حوض النيل والساحل والصحراء يدفعني صراحة إلى تحية وتقدير القيادة السياسية " ،وهذا جزء من التحديات الكبيرة المحيطة بنا .
نعود إلى فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية في سابقه لم تحدث في تاريخ تلك الانتخابات الاميركية ،كما اشارت العديد من وسائل الإعلام العالمية ،وفي اعتقادي الشخصي بان فوز ترامب سببه في المقام الأول فشل الحزب الديمقراطي في أداره المعركه الانتخابية ،وتأخره في قرار عزل بايدن وترشيحه لكاميلا هاريس  يضاف الي ذلك سوء اداره بايدن للازمات الداخلية والخارجية والتي كانت تحتاج الي قرارات سياسية واقتصادية واضحة ، بينما تميزت فترة الديمقراطيين بضعف شديد،وهو ما كان له مؤشرات لم تستوعبها الإدارة الديمقراطية،وذلك في ظل تغير المزاج العام لدي المواطن الأمريكي وظهور جيل جديد من الشباب الأمريكي  "جيل زد" يحتاج تعامل بأسلوب مختلف ،عما درج عليه الديمقراطيون وهو ما نجح فيه ترامب باستقطاب هذا الجيل وهو ليس بالقليل علاوه علي رغبه الأمريكيين في دم جديد وأسلوب مختلف في ادارة اقتصاد البلاد والعلاقات الدولية التي تؤثر بصورة او اخري علي اقتصاد المواطن، ناهيك عن قدره ترامب علي خلق ما يعرف بالحلم الأمريكي لدي المواطن الأمريكي بشكل أعاد له أساس وجوده  جدوله عظمي ،وكان مؤشرات الأنتخابات  التي جرت بعدد من الدول الأوروبية خاصة في المانيا وفرنسا، تفيد بصعود  نجم اليمين المتطرف بها  بأستخدام الخطاب الشعبوي دليل آخر الي التوجهات السياسية المقبلة في العالم ،بالإضافة إلى صعود اليمين المتطرف في إسرائيل ،وتوحشه تركت آثارها الواضحة علي الاتجاه الفكري  للشعوب طالما يفعل ما يريد ولا يجد من يقول توقف عن ذلك ،ويتم محاسبته ،وبالتالي نحن مقبولين علي مزيد من العنف والتسلط فماذا نحن فاعلون؟ في اعتقادي الشخصي انه لا فرق بين بايدن و ترامب فيما يتعلق بالتعامل مع ما يحدث في القضية الفلسطينية لعده أسباب أولها   ان امريكا تتعامل مع الدوله الاسرائيليه باعتبارها ضمن ولاياتها ،كما انها تستغلها كمخلب قط للتعامل مع دول منطقة الشرق الأوسط ،وفزاعة لتحقيق مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية بالمنطقة  ،مثلما تتعامل مع ايران باعتبارها ايضا "البعبع "الذي يمكننها من التواجد بشكل دائم بالمنطقة  ،وتنشيط تجاره الصناعات  العسكريه الامريكيه ومن ثم دعم الاقتصاد الأمريكي بشكل مستمر  ،وذلك في حدود الدور المرسوم لها  اماً إذا تخطت هذا الدور فلا مانع من "قرصة ودن " كما نقول ، وفي نفس الوقت تكون اسرائيل هي اللاعب الرئيسي بالمنطقة ،ولما لا فهي  "ولايه أمريكيه "لها حقوق وعليها واجبات مثلها مثل باقي الولايات  الأمريكية الأخرى . 
ما سبق يتطلب منا إلا نتفاءل كثيرا في فتره حكم ترامب  القادمة لانها سوف تتميز بخطوات مهمة تحتاج منا الي الصبر والتريث والتوسع في بناء تحالفات من شأنها ان تحافظ علي امن واستقرار المنطقة ،ومن ثمّ البلاد ،وبصراحة شديدة هذا ما يميز القيادة السياسية والرئيس عند التعامل مع الأزمات والتحديات التي مرت بها الدوله المصرية منذ توليه المسئولية ،وكلنا نعرف حجم التحديات التى واجهها منذ ذلك الوقت وحتى الآن 
وفي نفس الوقت علينا كشعب ان نعيد صياغة أسلوب حياتنا والتعامل بشكل اكثر واقعيه والتنازل عن جزء من حياتنا الاستهلاكية التي تعودنا عليها لسنوات ووفقا كما اشرت من قبل الي "فقه الأولويات "لان ذلك اصبح ضرورة لا غنّي عنها لان البديل صعب ،والحدق يفكر ويفهم.

خارج النص:

إن  تقرير وكالة فيتش العالمية، برفع التصنيف الائتماني لمصر من "B سالب" إلى "B"، يمثل خطوة إيجابية بتعكس عدد من الآثار الإيجابية المتوقعة على الاقتصاد المصري، و ذلك ضمن الجهود المبذولة من الحكومة من اجل تعزيز  معدلات النمو الاقتصادي.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية