تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
شهر يونيو في حياه المصريين
عندما نقرأ التاريخ بهدوء وتركيز في محاولة لفهم الحقيقة ومدي علاقة ما نشهده اليوم بتاريخنا الوطني سوف نكتشف كيف استطاع الشعب المصري في تحقيق الإنجازات ومواجهة التحديات وتحويل "المحنه الي فرصه " كما يقوّل دائمآ الرئيس السيسي هكذا فعلا المصريين علي مدار التاريخ وفيما يخص شهر يونيو سوف نكتشف انه شهد أحداثا وتطورات عظيمة وانتصارات باهرة، وشهد أيضا انتكاسات كبرى. بل يمكن القول بأن ما تطور إليه تاريخ مصر والدولة المصرية عبر عقود طويلة وما استقر عليه حال الدولة والمجتمع في مصر اليوم هو نتاج لما جرى في شهر يونيو علي مدار التاريخ الحديث ،والبداية مع خروج الشعب المصري علي بكره أبيه كما يقولون ليتم تنصيب محمد علي حاكما لمصر عام 1805هذا الحاكم العبقري الذي أسس مصر الحديثة برؤيته وإنجازاته المشهودة في كل المجالات ،وذلك عبر علمائه ونخبته لتدخل مصر عصر البناء الحديث وعصر الدولة المصرية القوية.
في 18 يونيو عام 1953 تم إعلان الجمهورية في مصر لتدخل عهدا جديدا في تاريخها الطويل في ظل حكم رجال ثورة يوليو. .كما تم توقيع معاهدة الجلاء التي أدت إلى انسحاب القوات البريطانية من مصر في يونيو عام 1954
في 18 يونيو عام 1956 رحل آخر جندي من جنود الاحتلال البريطاني عن أرض مصر تطبيقا لاتفاقية الجلاء التي تم توقيعها في أكتوبر عام 1956، وخرجت بموجبها كل قوات الاحتلال، وليصبح 18 يونيو عيدا للجلاء في مصر تحتفل به كل عام.
في 25 يونيو عام 1956 أصبح جمال عبدالناصر رئيسا لمصر بعد الاستفتاء ،ومع تولي عبدالناصر رئاسة الجمهورية دخلت مصر في مرحلة التغيير التاريخية الكبرى على المستويات الداخلية والسياسات العربية والعالمي.
لكن هذا لا ينفي ايضا نكسه يونيو عام1967 والتي مازالت علي قناعه بانها كانت مؤامره علي مصر وشعبها "بمساعده ودعم من بعض الدول الاقليميه وحضرتك اقرأ ما بين السطور " حقق معدلات تنميه شامله مما أثار حفيظة الجميع اقليميا ودوليا فحدثت المؤامره في الخامس من يونيو ،وحدثت النكسة ،وهذا فقط ما يتذكره الكارهين للدوله الوطنية التي أرساها الزعيم جمال عبد الناصر (وهذا نفس ما يقوم به ألرئيس السيسي حاليا ولذلك تري المؤامرات والتحديات لمقاومه مفهوم الدولة الوطنية) صحيح هذّه المؤامره كسرت أحلاما وحطمت آمالا، و لكنها كانت نقطة تحول ليس فقط في تاريخ مصر ولكن في التاريخ العربي كله.
هنا نحتاج ان أتذكر ما حدث عقب إعلان الزعيم عبد الناصر بالتنحي عن الحكم وأنه يتحمل المسؤولية الكاملة عما حدث في الخامس من يونيو حيث كنت في بدايه المرحله الإعدادية وخرجنا جميعا أطفالا وشبان و فتيان ورجال وشيوخ نرفض التنحي في مظاهرات غير مرتبه او منظمه من قبل نظام الحكم بل كانت تعبيراً حقيقياً عن رغبه الشعب المصري باطيافه بعدم الاستسلام لما حدث والإصرار علي مواجهة المؤامره في وجود عبد الناصر ،وكان قد أكد لي أحد اصدقائي الدكتور رووف درويش الاستشاري الهندسي الكبير "متعه الله بالصحة والعافية " وكان عضوا في منظمه الشباب وقت صدور قرار التنحي أن المنظمه اكتشفت خروج المواطنين في الشوارع بمحافظات الجمهورية تطالب عبد الناصر بعدم التنحي ،وقد كان وفعلها الشعب المصري رافضا الهزيمه ومصرا علي محو آثارها ،ورغم صعوبة الموقف والقرار بالتداعيات الناتجة عنه من صعوبه الحياه اليوميه بشكل لا يمكن لكل ابناء جيلي ان ينسوه علي مدار عمرهم وظهر شعار "لا صوت يعلو فوق صوت المعركه "يطبق علي الجميع دون استثناءات وكانت حرب الاستنزاف مع اسرائيل،والتي اعتبرها الخبراء العسكريين الدوليين انها كانت بمثابه بروفة حقيقية لتحقيق النصر في اكتوبر 1973.
في 30 يونيو عام 2013 اندلعت الثورة الشعبية الكبرى التي قادت إلى إنهاء حكم الإخوان المسلمين وأنقذت الدولة المصرية من الضياع.
هذه أبرز الأحداث التاريخية الكبرى التي شهدتها مصر في تاريخها الحديث والمعاصر ليس فقط تاريخ مصر وإنما تاريخ كل الدول والأمم، لا يمضي أبدا في خط مستقيم، لا سلبا ولا إيجابا. خاصة إذا كنا علي يقين بان تاريخ أي دولة يحفل عادة بالانتصارات والإنجازات، وبالهزائم والانكسارات ،كما يحفل عادة بالفخر والاعتزاز والأمل ،لكن المهم في النهاية أن تبقى الدولة الوطنية موجودة وأن تستجمع مصادر قوتها من أجل تحقيق هذا الهدف ومن أجل أن تتعدل مسيرة التاريخ بما يحفظ الدولة وقوة وتماسك المجتمع.
إذن الشعب هو الذي أنقذ الدولة المصرية وحمى كيان المجتمع عندما ثار في 30 يونيو وهي الثورة التي انحاز إليها جيش مصر الوطني.
وهذا هو درس التاريخ الأكبر الذي يمكن أن نستخلصه من كل التحولات والأحداث العاصفة الكبرى.. إن الشعب هو الذي يحمي ويحفظ كيان الدولة والمجتمع والرهان يجب أن يكون دائما على الشعب.
الدرس الأكبر الآخر أنه بالنسبة إلى مصر أو أي دولة لا ينبغي أبدا في مراحل التراجع أو الانكسار أو الأزمات الكبرى أو العجز،. بالعكس في هذه المراحل بالذات يجب التحلي بالثقة بالنفس وأن يكون التفكير منصبا على كيف نعدل مسار التاريخ.. ويبقي سؤالاً كيف نستخدم مصادر قوتنا من أجل تعديل مسار التاريخ.؟
ملحوظة عندما سالت الذكاء الاصطناعي عن هذا ١٨يونيو عيد الجلاء ، وذلك بمناسبة توقيع معاهدة الجلاء التي أدت إلى انسحاب القوات البريطانية من مصر. كانت إجابته خاطئة تماما حيث اجاب " 18 يونيو هو تاريخ هام في مصر، حيث يصادف ذكرى وفاة الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر في عام 1970. يُعتبر عبد الناصر أحد الشخصيات البارزة في تاريخ مصر، حيث قاد ثورة 23 يوليو 1952 وأصبح رئيسًا للبلاد فيما بعد".
هكذا كانت الإجابة فعلينا ان نعيد حسابتنا في التعامل معه لأنه معلوماته مغلوطة ويقوم بتشويه الحقائق.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية