تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
انتصارات اكتوبر التي عايشتها
ترددت كثيرا في كيفية تناول الاحتفال الحادي والخمسين بذكري انتصارات حرب اكتوبر التي أعادت تشكيل خريطه المنطقه العربيه، بل ملامح تعامل الغرب والدول الكبري مع الدوله المصريه عقب مؤامره نكسه يونيه عام ٦٧ والتي فقدت فيها مصر سيناء ،ولكن تساءلت أين كان ابناء جيلي وقت إعلان الحرب ،كنا في الثانويه العامه ،وكان لدينا طموحا وأحلاما خاصه وإننا عايشنا نكسه يونيه "المؤامره "وخرجنا في مظاهرات في الشوارع القريبه بالحي نرفض تنحي الرئيس الراحل عبد الناصر عن الحكم ،ونطالبه بأن يعود لتحمل المسئوليه ،ونحن سوف نتحمل معه -رغم صغر السن لكن الوعي المجتمعي بالوطن والانتماء والتضحية من أجله كان كبيرا ، وغالبيه الشعب تحرك في المظاهرات دون تخطيط أو تنظيم -و تم اتفاق غير مكتوب بين الشعب وعبد الناصر "لا صوت يعلو فوق صوت المعركه "وكان شعار فعلي وعملي الجميع تحمل من اجل أعاده بناء الجيش واستعاده الأرض .
"بين قوسين "ما اشبه الليله بالبارحه كما يقولون للجيل الحالي أقول ما حدث معنا هو الذي حدث معكم حينما خرجتم في مظاهرات مليونية تطالبون برحيل الإخوان ،وان يقود الجيش البلاد لبر الأمان ،ويحافظ عليها فاستجاب لكم ابناء القوات المسلحه ،وقادتها وأعادوا لنا الوطن الذي كان مخطوفا من قبل جماعه الاخوان وتنفيذا لأجندة دوليه لتقسيم مصر ،والأيام سوف توكد ما نشير اليه "
نعود الي ما بدأنا به قامت الحرب وتحركت جموع الشعب المصري باطيافه المختلفه دون استثناء باطيافه تبحث عن ماذا يمكن ان تقدمه حتي تستمر المعركه ،وتعود الأرض فمنا من ذهب للتبرع بالدم ومنها من قام تنظيم زيارات لجرحي الحرب لنقول لهم شكرا ،ونحن تحت امركم و كما قلت كان الشعب المصري في حاله من العشق لأبناء الجيش الذي لم يخذلنا ،واعاد لنا الكرامه والشرف ،والاهم "الأرض "وكانت الجبهة الداخلية علي قلب رجل واحد ،كله قوم ويوم اقامه معرض الغنائم بارض المعارض بالجزيرة بعد فتره من انتهاء المعركه بشرق القناه وهذه الغنائم تمثّل بعض الدبابات التي تم تحطيمها و نوعيه الاسلحه التي تم الاستيلاء عليها من قب العدو، التي تم تحطيمها أثنآء معركة النصر ،كما لا يمكن أن ينسي جيلي أغاني الفنان الراحل محمد نوح ،صاحب اشهر أغنيه "مدد مدد مدد شد حليك يا بلد "وكانت علامه فارقة لتأكيد النصر و خصوصية علاقه المصريين بالوطن.
وفي اعتقادي الشخصي أن أحد أهم أسباب انتصار حرب أكتوبر، هو تماسك الجبهة الداخلية حتى أن محاصيل القطن والقمح تضاعفت خلال فترة الإعداد للحرب، بل الأكثر من ذلك لم نشتكي من نقص ايه سلع او مواد غذائية ،وجميع بيوت المصريين، فقير ،متوسط الدخل ،غني كله كان واحد،وكله كان في خدمه الآخر انه "الوطن مصر " التي شعبها في رباط الي يوم الدين .
ونحن نحتفل بهذه الذكري التي تمثل أعظم انتصارات مصر فى تاريخها الحديث، وهو ما يذكرنا دائما وأبدا بصمام الأمن والأمان قواتنا المسلحة رمز البسالة والتحدى التى يضحى رجالها بحياتهم وعمرهم من أجل الوطن واستقراره، وكما قال الخبراء العسكريين الدوليين "ان حرب أكتوبر أظهرت مدى عبقرية الجيش المصرى وقدرته على تحدى الصعاب وتحقيق النصر الغالى ،خاصة بعد نجاحه وتدمير خط بارليف الحصين ،والعبور الي شرق القناه وبقائه بها حتي استعاد كامل الأرض بالمفاوضات وتحقيق السلام وتلك قصه اخري .
وأقول للذين يتحدثون دائما عن حرب البمن وان عبد الناصر دمر الجيش المصرى في حرب اليمن أقول لهم ما حدث في حرب اكتوبر ٧٣ يجزم بأهمية ان يكون الحكم في اليمن الشقيق علي وفاق مع الدولة المصريه ففى حرب أكتوبر كان الفريق أول فؤاد ذكرى أول قائد مصري للبحرية يقود حربًا حقيقية وينتصر فيها، فقد حاصرت قواته مضيق باب المندب مما منع الإمدادات القادمة لإسرائيل من ناحية الشرق تمامًا، ووضع إسرائيل فى حصار اقتصادي كبير، إذ منعت مصر خلال أيام الحرب 200 سفينة تجارية من الدخول لإسرائيل، وهو ما حرمها من السلع والأسلحة والذخيرة والبترول.
بالأرقام ..حرب اكتوبر 73 حصل فيها 64 معركه (المعركه هى القتال اللى بيشارك فيه لواء عسكرى او أكتر)،انتصرت القوات المصرية انتصار مطلق فى 51 معركه واستولت فيها على مساحة ارض كان الجيش الاسرائيلى يحتلها يوم 5 اكتوبر بإمتداد 168 كم ،وبعمق 15 كم بما كان عليها من 31 نقطه عسكريه اسرائيليه قويه،بمعني آخر يمكن التأكيد علي أن القوات المسلحة المصرية حققت يوم 6 أكتوبر أول انتصار قوي وحاسم منذ عهد محمد علي، ويعد عمل عسكري عظيم بكل مقاييس،ومازالت معارك نصر اكتوبر تدرس بالمعاهد العسكرية الكبري في دول العالم.
وفي النهاية نهنئ رجال القوات المسلحة "ابناء الشعب المصري "وأسرهم منبع الفخر والقيادة السياسية وشعب مصر العظيم بمناسبة هذه الذكرى الخالدة فهي درع مصر الواقى الذى يحقق لها الأمن والأمان ويتصدى لكل من تسول له نفسه المساس باستقرارها وأمنها، وكما قال بطل الحرب والسلام الراحل انور السادات أن انتصار اكتوبر اثبت للعالم أن لمصر درعا وسيفا لا يمكن هزمه أو انكساره.
خارج النص:
وتبقى كلمه اخيره اذا كان المصريين يريدون أن تظل القوات المسلحة هى درع أمان الجمهورية الجديدة التى أسسها ،ووضع تفاصيلها الرئيس عبد الفتاح السيسي ، علينا ان نكون علي قلب راجل واحد ،وان ننتبه دائما للشائعات التي تعمل علي مدار اليوم بهدف واحد فقط ،يتمثل فى اشاعه الفتنه بيننا وخلق حاله مستمره من حاله عدم الثقة فيما بيننا ،وبأمانه شديدة مازالت مصر تتعرض للمؤامرة التي أفشلناها كشعب يوم خروجنا في ٣٠يونيه بالملايين ضد حكم الاخوان.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية