تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > عصام الشيخ > الرئيس والأمن القومي والكاوبوي الأمريكي

الرئيس والأمن القومي والكاوبوي الأمريكي

تكشف الأحداث المتتالية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط سواء نتيجه توالي  تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب "الكاوبوي الأمريكي " فيما يتعلق بملف الحرب في غزه ،وهي في الحقيقة تصريحات مستفزه الي اقصي درجه  كما يراها الكثير من  شعوب المنطقة لانها تعكس غياب الإدراك لديه بأهمية استقرار دول المنطقة للحفاظ علي المصالح الأمريكية في المقام الأول ،وباقي مصالح العالم الذي يشهد تحولات تتجه نحو خلق نظام عالمي جديد تبرز فيه قوي جديده ودول مؤثره 
هذه التصريحات ،والتحركات التي تصاحبها او تنتج عنها تعكس تهديدات للأمن القومي العربي وفي القلب منه مصر ،مما يضيف عبئا اكبر علي القيادة السياسية المصرية في تولي زمام  المبادرة في التعامل مع تلك التهديدات بشكل حاسم وجاد وفوري.
وقبل ان نخوض في التفاصيل لا بد من الاشاره الي أن ما يفعله ترامب "الكاوبوي الأمريكي "ليس مجرد هراء سياسي، بل هو تلاعب استراتيجي محسوب يعتمد على خلق واقع وهمي بحيث تصبح الأفكار المستحيلة قابلة للنقاش، والمشاريع غير القابلة للتنفيذ تبدو وكأنها سيناريوهات مطروحة ." بل انها ليست سياسة مرتجلة، بل أسلوب مدروس مستوحى من نظريات سياسية وإعلامية تستهدف إعادة تشكيل الوعي العام ودفع الخصوم إلى مواقع دفاعية بدلًا من إبقائهم في موقع الهجوم".

وهنا تظهر أهمية الدعوة لعقد القمه العربية الطارئة في 27فبراير  الحالي بالقاهرة وايضاً  الدعوه لعقد مؤتمر لوزراء خارجية دول منظمه التعاون الإسلامي بالقاهرة حيث يمثل انعقاد القمه الطارئة خطوة اخري تقوم بها مصر  فى المواجهة العربية للمخططات الأمريكية والإسرائيلية، فيما يتعلق بالقضية، الفلسطينية كما يعكس أن العرب لديهم أوراق يمكنهم توظيفها فى مواجهة التحديات الوجودية والتلويح والتهديدات، وأنهم يمتلكون القدرة على عمل جماعى وتنسيق، وموقف عربى يمكن أن يعوض غياب النظام العالمى العادل، والاستهانة الواضحة بالمنظمات الدولية، ومحاولة إضعافها، بما يمثل خطرا كبيرا على النظام  العالمي القائم ،و ما يتطلبه من إصلاح ضروري يكونوا فيه جزءا فاعلا في النظام العالمي الجديد" متعدد الأقطاب " بشكل جاد يعيد له فاعليته.
في اعتقادي أن مصر أخذت في الاعتبار حينما دعت الي تلك القمة التحولات الكبيرة في موازين القوي عما كانت قبل 7 أكتوبر 2023، حيث تجاوزت غزة إلى جنوب لبنان وسوريا، وإيران، ومع اشتعال الحرب فى لبنان شهدت سوريا تحولا انتهى بهروب بشار الأسد، وتفكك الجيش، وبدأت مرحلة جديدة مع نظام جديد، فى وقت اجتاحت إسرائيل أراضى سوريا، واحتلت مساحات منها، يمكن أن تمثل مجالا لتنفيذ مخططات أخرى!

كل هذه التحولات تحتاج إلي ضرورة تنسيق المواقف العربية بشكل يعبر عن موقف عربى، قادر على استيعاب هذه التحديات والتعامل معها، باعتبارها تمس الأمن القومى العربى، وتتطلب عملا جماعيا يتفهم هذه التحولات ويكون جاهزا للانطلاق نحو الفعل، وعدم انتظار تحولات أخرى أكثر دراماتيكية.
من المهم أيضا أن تبحث القمه الطارئة كيفية دعم دول المواجهة "مصر والأردن"باعتبارهما الأكثر  تأثرا نتيجه تلك المواجهة العربية المرتقبة ،خاصة التداعيات الاقتصادية التي قد تحدث لهاتين الدولتين نتيجة الرفض الكامل لفكرة  التهجير القسري ،والمواجهة المباشرة للمخطط ، حيث اتضح للدول العربية بانهم شركاء في المواجهة ،وطرفا أصيلا  في الحفاظ  علي  الامن القومي العربي ،مع  الأخذ في الاعتبار ما سوف ينتج من تداعيات لما يحدث في الضفه الغربية ايضا.
في اعتقادي أن القمة العربيه وكذلك اجتماع وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي سوف يفرزان مواقف تجعل الإدارة الأمريكية  والكاوبوي اعادة ترتيب الأولويات ،وإذا كانت تريد أن ترضي إسرائيل، فهذا لن يكون على حساب شعوب المنطقة"،وهو مايعني بصورة اخري انه سوف يتحتم علي العرب في الفترة المقبلة رفض أي نوع من التطبيع مع إسرائيل ،ما لم يكن هناك بالفعل تخلي تام وتراجع عن خطة التهجير، على اعتبار أنها تؤثر على الامن القومي المصري والعربي علي حدا سواء،ولن نخوض في تفاصيل.

خارج النص:
 يمكن القول بأن  العالم على أبواب مرحلة جديدة، حيث يمكن أن تتنافس القوى العالمية بشكل أكبر،وكما يقول المراقبون فان "ترامب جعل الولايات المتحدة مضطربة وغير مستقرة، ويأخذها إلى عالم تتقوض فيه قدرتها على دفع أي أجندة ترغب فيها، في ظل صعود دول وحدوث ترتيبات أخرى تعيد كتابة النظام العالمي".
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية