تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > عصام الشيخ > الرئيس السيسي والأوهام الأمريكية

الرئيس السيسي والأوهام الأمريكية

تثبت الأيام ،والأحداث التي تشهدها المنطقة ان القيادة السياسية المصرية كانت علي وعي وإدراك كامل مع قدره علي قراءة مستقبل المنطقة بالتداعيات التي نتجت عن حرب طوفان الأقصى منذ ان اطلقتها حركة حماس منذ اكتوبر ٢٠٢٣ ، حيث كان أول من اعلن ان هذه الحرب سوف تؤدي الي التهجير القسري لأبناء غزه وذلك مع التصاعد المستمر والعنيف في المواجهة بين اسرائيل ،ومقاتلي حماس ،وأدي الي التدمير الكامل لقطاع غزه ،كما كانت مصر اول من دعت الي مؤتمر دولي عقب انطلاق الحرب لرفض التهجير القسري المتوقع ،والذي اصبح مثار للجدل بعد تصريحات الرئيس الأمريكي بضرورة خروج ابناء القطاع لاعاده الإعمار تحت الادعاء بانه ضرورى لاعاده الإعمار .

لكن ما يهمنا هنا هو التعامل مع ما يحدث من قبل الرئيس ترامب ،والوهم والأحلام التي تراوده - لسنا مسئولين عنها - لانه في اعتقادي هي محاولات من قبل ترامب بخلق حاله من الجدل يخفي بها فشل أهداف الحرب الاسرائيليه علي غزه ،حيث مازال ابناء غزه في القطاع وبعودتهم للشمال بدأوا في ترميم مساكنهم ، ولم تنتهي حركه حماس بل تتفاوض معها اسرائيل لاعاده الرهائن ،كما يقوم ترامب من خلال التصريحات بالتمتع ب "الشو الإعلامي " العاشق له ،بدليل انه تراجع عن التنفيذ الفوري للقرارات التي اصدرها فور دخوله البيت الأبيض فيما يتعلق بكندا والمكسيك.

وكما يقول خبراء الإعلام الدوليين ان ما يقوم به يمثل تلاعباً استراتيجيا محسوب يعتمد على خلق واقع وهمي بحيث تصبح الأفكار المستحيلة قابلة للنقاش، والمشاريع غير القابلة للتنفيذ تبدو وكأنها سيناريوهات مطروحة،وذلك بإطلاق بالونات اختبار تكون مجالا للحوار والنقاش وما يصاحب ذلك من ردود أفعال علي مستوي القضية المطروحة بهدف تشتيت الانتباه أو تحقيق أهداف غير معلنة ، وتحويل المخالفين له في الرؤية الي اتخاذ موقف دفاعي دائم بدلا من الهجوم علي تلك الرؤية وإفشالها بالحجج والبراهين .

 أيضا يشير الخبراء الي ان تكرار وسائل الإعلام الدولية للحديث عن تهجير الفلسطينيين رغم استحالة تنفيذه، يهدف لجعل الجميع يتعامل معه كأمر مطروح للنقاش بدلًا من رفضه فورًا ،ومن ثم تتحول الأنظار عن القضية وتفريغها من مضمونها ،ويثار الجدل في وسائل الاعلام باشكالها المختلفه ،لكن لن يتوقف ترامب عن إصدار التصريحات ،وسوف يستمر بما يساعد علي خلق حاله تجعل الاعلام والجمهور مضطرين لملاحقة التصريحات الجديدة، بدلًا من التركيز على الحقيقة الأساسية: إسرائيل فشلت عسكريًا، وترامب يناور إعلاميًا.

ورغم ذلك لا يمكن انكار ان القيادة المصرية مدركه تماما لتلك الأساليب ،وتتعامل معها بوعي شديد ،ودون الدخول في تلك المتاهات ،باتخاذ خطوات عمليه دون النظر الي ما يحدثكم قبل ترامب حيث بدأت في ادخال المعدات الي غزه لتساعد في إعاده الحياه الي ابناء القطاع،كما أعلنت عن وجود رؤية لديها فيما يتعلق بإعادة الأعمار دون خروج الفلسطينيين من القطاع وبالتالي هي تعمل في صمت وتركيز وتتحرك علي المستوى الدولي والإقليمي لخلق حاله من التواصل الإيجابي مع ملف التهجير وإعادة الإعمار ولا تلتفت كثير لما يثار من قبل البعض إلا في الوقت المناسب للرد بما يحسم الكلام المثار .

في المقابل تقوم الدولة المصرية في اتخاذ القرارات والإجراءات التي من شأنها التعامل مع التداعيات المحتملة للتصعيد الحالي بما يحفظ صلابة الجبهة الداخلية في مواجهة تلك التداعيات يساعدها في ذلك ادراك الشعب المصري،ووعيه الكامل بكل ما يدور من حوله واستعداده للتعامل مع ما يحدث بأعتبره شريكاً شركاء في مواجهة هذه التحديات، وبما يساهم في تقليص الاستهلاك في جميع المستلزمات الأساسية،-يعود هذا في المقام الأول الي تلك الرؤية الاستراتيجية التي تملكها القيادة السياسية عندما عملت منذ اليوم الأول لتوليها المسؤولية علي تقوية ودعم مؤسسات الدولة لمواجهة التحديات المحتمله-لم يشعر المواطن يوما ما بنقص في السلع الأساسية التي يحتاجها رغم الضغوط التي كانت تمارس عليه للتراجع عن قراره برفض التهجير القسري ،وباعتباره أمن قومي لا يمكن التفريط او التهاون فيه-كما كان يشير دائما الرئيس السيسي ،وحرصه المستمر علي التأكيد علي أهمية صلابة الجبهة الداخلية 

ووحده المصريين لان الهدف مما يحدث حول حدودنا الشرقية والغربية والجنوبية هو "الدولة المصرية ،وشعبها "بعد إفشالهم ما يعرف بالربيع العربي.

ان صدور بيان عن متحدث باسم السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، يؤكد فيه أن غزة يجب أن تكون "جزءاً لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية"،وان الاتحاد الأوروبي يظل ملتزماً بحل الدولتين، الذي نؤمن بأنه الطريق الوحيد لتحقيق سلام طويل الأمد لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين"يعكس قدرة الرئيس السيسي علي طرح الرؤية الواقعية،والعمليه للتعامل مع للقضية للدول أعضاء الاتحاد .

خارج النص:

القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية سياسية يمكن حلها بخطابات براقة أو وعود زائفة. إنها قضية شعب يعيش تحت الاحتلال منذ عقود،ويستحق أن يعيش بحرية وكرامة على أرضه،كما انها أمن قومي لمصر لا يمكن التفريط فيه.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية