أكثر ما أسعدنى فى قرارات لجنة ضبط الأداء الإعلامى الجديدة إلغاء فقرة تقييم الحكام فى المباريات.. لطالما طالبت بإغلاق هذه النافذة لكونها سيفا مسلطاعلى رقاب قضاة الملاعب..

ومن المؤسف أن الأهواء تلعب دورا كبيرا فى توجيه مهام النقد بالإيجاب أو السلب لقرارات مختلف عليها.. وتحليل الأداء التحكيمى ليس مرفوضا بل له أغراض نبيلة تتعلق بتنبيه الحكام للأخطاء والتى يقع البعض فيها بحسن نية بجانب التوعية بقانون اللعبة الذى قد يكون المبتدئ غير ملم به على الوجه الأكمل لكن المشكلة أن أمورا كثيرة تتحكم فى أداء المحلل خاصة الميل أو الهوى إلى الانتماءات الضيقة التى أصبحت واضحة وضوح الشمس حتى فى قرارات الحكام أنفسهم وقد يقول قائل: من هنا يكون دور المحلل بإلقاء الضوء على القرارات التى تشوبها شبهة مصلحة أو انتماء..
 

لكن أتصور أن هذا القرار فيه الكثير من الصواب ومنح القضاة الفرصة لإدارة المباريات بدون ملاحقة من جانب  أساتذتهم لمساندتهم الذين يفترض أن يكونوا عونا لهم بدلا من سهام التقطيع المسلطة عليهم لدرجة أن يتوه الحكم فى الملعب وهو يفكر فيما سيحدث له بعد انتهاء اللقاء عندما يسارع إلى منزله لمشاهدة الاستديو التحليلى والسعيد من يجد نقدا منصفا من محلل هنا أو هناك..

لم يكن هذا هو القرار الوحيد بل اتخذت اللجنة عددا من القرارات الأولية فى المهمة الصعبة الشاقة على الزملاء الأعزاء الذين حملوا أرواحهم على أكفهم..

كما يقول المثل وهم يتصدون للانفلات الحادث فى الوسط الإعلامى الرياضى باتخاذ قرارات مختلف عليها من جانب البعض ويزيد فى الاستديو التحليلى بأن يكون فى حدود ساعة ونصف الساعة مما يسمح بالتركيز على  الجوانب الفنية المهمة التى يحتاج المشاهد متابعتها بعيدا عن الحديث غير المفيد بعدما أصبحت المساحة مفتوحة لبعض أشخاص يرون فى أنفسهم ظرفاء التحليل وتتفرع الموضوعات للعزومات والخروجات وغير ذلك مما ليس له أى علاقة بالتحليل.

وتبقى المرحلة القادمة فى أمس الحاجة لتغيير بعض الوجوه من مقدمى الاستديوهات أو برامج التوك شو والتغيير مطلوب بعد أن ملت الجماهير الوجوه التقليدية التى غلب على معظمها الانتماءات لفصيل واحد.. وحتى الضيوف أو المتعاقدون مع القنوات من نفس اللون ويتواجد بعض المنتمين للأطراف الأخرى على استحياء لذر الرماد والحفاظ على المشاهد من جماهير الأندية الأخري.