كنت أتمنى أن يقام السوبر الأفريقى فى أحضان المصريين على ملعبهم ستاد القاهرة «الرهيب» لكن طالما تحول الفكر الكروى إلى الحالة الاستثمارية ربما أكثر من الأمور الفنية ومصلحة الجماهير فإن القبول بإقامة العديد من النهائيات المصرية والقارية خارج الحدود أصبح أمراً محتوماً منذ عدة سنوات..

العزاء أن أرض المملكة هى أرض عربية شقيقة وفيها ملايين المصريين العاملين هناك وقد استعدوا لاستقبال بعثتى الزمالك والأهلى أمس وأول أمس أحسن استقبال.

وقد كانت تصريحات المتحدثين باسم الرابطتين غاية فى الاحترام والالتزام والحرص على تقديم الصورة التى تليق بالوطن بجانب تقديم الشكر للمملكة لاستضافتها هذا الحدث القارى الأكبر بين اثنين من أساطير الكرة.

لو أجرينا استطلاعاً للرأى حول من يفوز بكأس السوبر لجاءت الإجابات لصالح الأهلى الأكثر جاهزية ومعنويات عالية بعد تسلمه درع الدورى الجديد رقم ٤٤ فى تاريخ المسابقة والتأهل لدورى المجموعات لدورى الأبطال معززاً بالصفقات الجديدة بجانب وجود عناصر مميزة فى التشكيلة الأساسية القديمة..

وربما أخّرَ كولر السفر إلى الرياض يوما إلى الأربعاء لمزيد من السرية والتركيز الشديد فى المحاضرة العاصفة بعدما شعر أن الاحتفالات بالدرع تأخذ جانباً من تركيز بعض اللاعبين..

فى الزمالك حالة من الهدوء الحذر والخوف من التاريخ الذى لم ينصفه خلال السنوات العشر الأخيرة رغم أن الزمالك هو بطل أول مواجهة بينهما فى السوبر القارى عام ١٩٩٤ بجنوب إفريقيا بعدما أحرز أيمن منصور الهدف الوحيد فى الدقائق الأولى..

الزمالك دعم خطوطه ببعض الوجوه الجديدة ومن المؤكد أن جوميز سيدفع ببعضهم فى اللقاء ليكونوا بمثابة مفاجأة «لمنافسه» ولم ينس المدير الفنى الجانب النفسى بعدما طالب لاعبيه بكسر عقدة التفوق فى مثل هذه المواجهات وتذكيرهم بالفوز فى آخر المواجهات بالدور الأول للدورى..

كما حرص على شحذ الهمم فى مواجهة التصريحات غير المسئولة لأحمد بلال بالمطالبة بعدم سفر الفريق إلى السعودية لأن خسارته للكأس لا بديل عنها.

وربما كانت إحدى القنوات الرياضية موفقة فى استضافة اللاعب غير المنضبط كثيراً فى كلامه عن الزمالك.. وقد اعتذر بلال مؤكداً احترامه للنادى الكبير بشعبيته وإنجازاته التاريخية. 

ما يهمنا هو صورة مصر فى بلد عربى شقيق وفى مواجهة ينتظرها العرب والعجم..

وفى النهاية تبقى الكأس مصرية.