تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > عبده مباشر > من حكايات الإخوان مع السلطة

من حكايات الإخوان مع السلطة

بعد العمليات الإرهابية التى نالت من برجى مركز التجارة العالمى بمدينة نيويورك فى سبتمبر 2001 وأسفرت عن قتل أكثر من ثلاثة آلاف، قرر صناع القرار بعد دراسات عميقة وشاملة تسليم الحكم للإسلاميين فى الشرق الأوسط، ورفعوا راية الربيع العربى كشعار للفوضى التى ضربت عددا من دول المنطقة، ومهدت الطريق لوصول الإخوان المسلمين إلى قمة السلطة فى بعض الدول العربية.

 

خلال تلك الفترة تعددت زيارة وفود قيادية من الإخوان المسلمين للولايات المتحدة، وقد لعب الدكتور سعد الدين إبراهيم الأستاذ بالجامعة الأمريكية بالقاهرة دورا فى اللقاءات التى جمعت بين مسئولين أمريكيين وعناصر من الإخوان، وخلال تلك اللقاءات انحنى هؤلاء القادة وقبلوا الأيادى والأقدام وكان الوصول إلى قمة السلطة يساوى عندهم كل شيء لكى يصلوا إليها يدفعوا كل الأثمان.

وعندما قال لهم المسئولون الأمريكيين، ماذا عن حرية المرأة، هل ستنال حقوقها، قالوا جميعا، نعم، وعندما سألوهم عن المسيحيين والكنائس والأديرة، قالوا نعمين، وعندما تطرق الحديث إلى إسرائيل، قالوا نعم بعشرة أصابع أننا سنحرص على إقامة علاقات جيدة بإسرائيل، وعندما أشاروا إلى موقفهم السابق من السلام والتطبيع، قالوا هذا كان عندما كنا فى المعارضة، ومن أجل إزعاج السادات، أما ونحن على قمة السلطة، فإن إسرائيل دولة صديقة جدا.

ونالوا الضوء الأخضر، واقتربوا من الفوز بالجائزة الكبرى حكم مصر ـــ وأسهموا بقوة فى الفوضى التى ضربت مصر، وبدأ الاستعداد لانتخابات رئيس الجمهورية. وفى البداية بحثوا عن شخصية سياسية تقبل الترشيح للمنصب بشرط أن يكون القيادى الإخوانى خيرت الشاطر هو نائب الرئيس.

وكان من بين هذه الشخصيات السياسى الذى سطع نجمه فى عصر الرئيس أنور السادات وأعنى منصور حسن، ولكن الرجل رفض أن يكون مجرد واجهة، بعدها قرروا الدفع بـ محمد مرسى العياط، وتمت الإنتخابات وقبل اكتمال الفرز أعلن الإخوان فوز مرشحهم محمد مرسى بالمنصب، وهددوا بإشعال النيران فى كل مصر إذا ما حاول أحد تعديل هذه النتيجة، وقد أيد الأمريكيون ذلك بقوة، وكان أوباما قد تفرغ لإبعاد حسنى مبارك عن منصب الرئيس فى مصر، وقال قولته الشهيرة «الآن تعنى الآن»، ووفى الأمريكيون بوعدهم، ووصل الإخوان إلى قمة السلطة فى مصر ـ وهنا بدأت الملهاة، فقد كان المتصور أن جماعة سياسية ودينية ظلت تستعد لخطة التمكين أى الجلوس على مقاعد السلطة بلا شريك، أن يكون لديها كوادر لشغل كل المناصب وحمل أمانة المسئولية، ولكن الذى جرى كان غير ذلك، وعلى سبيل المثال فقد اسندوا رئاسة مجلس الشعب لأستاذ بكلية الزراعة، أما رئيس مجلس الشوري، فكان أستاذا بالطب البيطري. وهذان المنصبان يتطلبان أستاذين بارعين فى القانون، واختاروا أحد خريجى كلية الألسن، وزيرا للاستثمار أما وزير الإعلام فقد اسندوه لصحفى فاشل.

وسنتوقف أمام بعض طرائف محمد مرسي، لقد كانت مواقف الرجل الذى بدأت إثيوبيا فى ظل وجوده العمل بشكل جاد ببناء السد، وبعد المؤتمر الذى عقده، وتم بثه على الهواء عمدا دون أن يعلم المشاركون أنهم على الهواء يوم 3 يونيو 2013 فقالوا كلاما لا يمكن أن ينطق به مسئول، واستمعت إثيوبيا لما قيل واستفادت منه جدا لدعم موقفها.

والمصريون يتذكرون نظرته إلى الساعة أثناء اجتماعه بالمستشارة الألمانية السابقة انجيلا ميركل، وكأن هناك أمورا أخرى أكثر أهمية تنتظره. كما تلاعب بأنفه بصورة مقززة، وهو يجلس بجانب بيل كلينتون، وبلغ القمة، وهو يجلس بجوار رئيسة وزراء إستراليا عندما قام بسلوك مخجل دون أن يدرى كيف يتابع الآخرون حركة يده.

وهذا الإخواني، أصدر مرسوما يمنع المساس بقراراته أو بالمؤسسات القائمة، لقد قرر تحصين كل ما يفعله، وكأنه المعصوم الذى لا يرد له قرار. هذه الخطوة الرئيسية على طريق الصدام مع كل مصر، ومن خلفه مكتب الإرشاد سبقها وواكبها وأعقبها خطوات أدت إلى الصدام مع القضاء والإعلام والنقابات والاتحادات العمالية.

وعلى نفس الطريق تم حصار المحكمة الدستورية ومدينة الإنتاج الإعلامي، وكان الغباء والجهل وراء هذا الصدام، كما كانت سياسة أخونة الدولة أمرا مرفوضا من الجميع. كان الإخوان يتحركون وبقوة واندفاع نحو الصدام مع المصريين، وكان لهم ما أرادوه، لقد خرج الشعب كله يهتف بسقوط حكم المرشد فى ثورة سياسية حملت اسم وعنوان 30 يونيو، بعدها تغيرت الحياة إلى الأفضل على أرض مصر.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية