تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

قنبلة إيران النووية

فى إطار سعيه لتحويل إيران إلى قوة اقليمية عظمي، عمل الشاه محمد رضا بهلوى شاه ايران السابق على بناء قوة عسكرية مؤثرة والأهم أنه بدأ مشروعا نوويا من أجل امتلاك قنبلة نووية. وتلقى مساعدات هائلة من القوى الغربية. وقبل أن يكتمل المشروع تمت الإطاحة بالشاه وبالنظام الإمبراطورى ووقعت إيران فى قبضة سلطة الملالى الإسلامية اعتبارا من عام 1979. وسرعان ما دارت حرب بين الجارتين إيران والعراق ولم تتوقف النيران إلا بعد 8 سنوات.

وهذه السلطة الدينية التى تنطلق من اليقين وتعيش الاقتناع بأنها تملك الحقيقة وأن لديها إجابات على الأسئلة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والثقافية، كان منطقيا أن تعمل على تصدير مبادئ الثورة حتى وإن اصطدم ذلك بالأمن الإقليمى وأمن الدول المجاورة.

وإذا كان الصراع العسكرى مع العراق قد توقف، فإن الصراع السياسى مع دول المنطقة العربية بدأ ومازال. وحقق مشروع تصدير مباديء الثورة نجاحا، وأصبح لإيران قوى تعمل لحسابها فى كل من العراق ولبنان واليمن.

وأمام موجات العداء الدولى والإقليمى والخوف من عواقبه، كان الحل امتلاك قنبلة نووية. وقد وجدوا القدوة فى كوريا الشمالية، هذه الدولة الصغيرة المناوئة والمعادية للغرب خاصة للولايات المتحدة الامريكية، والتى وجدت الحماية فى ظل ترسانتها النووية.

لقد أرادوا أن يصبحوا مثل هذه الدولة، فأعادوا إطلاق المشروع النووى بكل قواهم. وبالرغم من موجات الرفض ومحاولة وقف هذا الاندفاع الإيراني، بدأت الضغوط التى أثمرت اتفاقا مليئا بالثغرات، وافق عليه الرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما الذى رآه محققا لرؤيته الإستراتيجية، كما وقعته عدة دول أوروبية بالرغم من إدراكها لأوجه القصور به. وسرعان ما أقدم الرئيس الأمريكى ترامب الذى دخل البيت الأبيض بعد انتهاء فترتى أوباما على الانسحاب من اتفاق 2015 من جانب واحد.

وبعد توقيع الاتفاق، وعقب الإلغاء لم يفقد حكام إيران حرصهم على استمرار المشروع بصورة أو بأخري. وبدأت سلسلة من المؤامرات والمماطلات لم تعرف التوقف.

ويتبع العالم هذه المماطلات الإيرانية دون قدرة حقيقية على وقف الاندفاع الإيراني. والدولة الرئيسية الرافضة تماما لتحول إيران إلى دولة نووية، هى إسرائيل، ولكن حرية العمل التى تبحث عنها لم تتوفر لها بعد، ولا يمكن توقع ماذا يمكن أن يحمله الغد. ولكن حكام إيران مصرون على تحقيق هدفهم، ويجدون المساندة القوية من دول مثل كوريا الشمالية والصين وروسيا، وذلك وفقا لظروف كل دولة ونظرتها الاستراتيجية وطبيعة العلاقات مع القوى الغربية خاصة الولايات المتحدة. ولأن حكام إيران توقعوا ويتوقعون صداما مع الغرب قد يكون عسكريا، لجأوا إلى نقل مفاعلاتهم الى منشآت محصنة جيدا وفى داخل الجبال. وساعدها ذلك على التملص من مراقبة المنظمات العالمية. أما الولايات المتحدة فقد صنعت قنبلة ارتجاحية قوية وفعالة ينتج عنها بعد إسقاطها موجات ارتجاجية يمكنها التأثير على المنشآت الموجودة داخل الكهوف الجبلية. كما أنتجت ذخائر أخرى مماثلة.

هذا الحوار الصاخب بين إيران من جهة والولايات المتحدة من جهة اخري، لم ينل من إرادة السلطة الإيرانية ولا من إصرارها على تحقيق هدفها فى امتلاك سلاح نووي. فهذا السلاح سيوفر فى حالة التوصل إليه قدرة إيران على ردع الآخرين والحيلولة بينهم وبين القضاء على نظام الحكم الدينى فى إيران أو حتى الحد من حرصها على نشر مبادئ الثورة وبصورة أفضل مما تحقق حتى الآن. وقتها ستصبح إيران قوة عظمى إقليمية بكل ما يعنيه ذلك.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية