تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
قراءات حول المحنة
مشاركا بالكلمة فى الصراع الدموى بين القوات الفرنسية والجزائريين الذين يناضلون من أجل تحرير بلدهم، قال الشاعر السودانى أحمد السيد حردلو فى قصيدة له «لوكان وجهك كالخبز اسمر، وصوتك جرعة ماء وسكر، فإن قلبى هناك بلون الدماء فى السهول التى بالجزائر.
ولو كان هذا الشاعر معاصرا، لقال «بلون الدماء بلون البقاع التى فى القطاع وإذا كانت دماء الجزائريين فى تلك السنوات قد اوجعتنا مرة، فإن دماء الفلسطينيين التى بالقطاع لم تترك قلب إنسان يعرف سطرا من سفر الإنسانية دون أن توجعه.
نشرت جريدة «الفانينشيال تايمز» الانجليزية مؤخرا تقريرا أوضحت فيه أن الدمار الذى لحق بمدن قطاع غزة من جراء القصف الإسرائيلى بالنيران لمدة أكثر من شهرين تجاوز حجم الدمار الذى ألحقته نيران قوات الحلفاء بعدد من المدن الألمانية على امتداد اربع سنوات خلال الحرب العالمية الثانية.
أى أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بجنون الانتقام الذى سيطر عليه وعلى قادة الجيش الإسرائيلى قد تمكن من تدمير مدن قطاع غزة بقسوة خلال شهرين بنسبة فاقت، بل وتجاوزت كل ما ألحقته نيران قوات الحلفاء بعدد من المدن المانية بعد قصف استمر لأكثر من اربع سنوات. نيران كل الجيوش المتحالفة بعد هذه السنوات خلال الحرب العالمية الثانية كان تأثيرها اقل من تأثير نيران القوات الإسرائيلية خلال شهرين فقط.
ماهو حجم جنون الانتقام الذى ادى إلى هذه النتيجة؟
وبعد كل هذا الخراب وكل هذه الدماء ماذا يريد المسئولون الإسرائيليون؟
من الواضح أن إسرائيل لم تكن لتحقق مثل هذه النتيجة الشديدة البشاعة والمروعة دون الحصول على احتياجاتها من الذخائر والأسلحة التى تريدها من الولايات المتحدة الأمريكية. وفى تصريح لنيتانياهو أكد أنه يريد من أمريكا ثلاثة مطالب، الذخائر، والذخائر، والذخائر.
والمدهش أن الإدارة الأمريكية تستجيب برضاء، المهم أنه ومن معه لايكتفون ولا يرتوون.
فى رواية «تاجر البندقية» للروائى الانجليزى الذى احتل وبجدارة قمة عالية من قمم الرواية كتب أن الدائن شايلوك أصر على تقاضى دينه وزنا من اللحم من جسد المدين دون أن يأبه بالآلام التى سيعانيها أو باحتمالات خسارته حياته، ولا للدماء التى ستنزف من جراء اقتطاع هذا اللحم من جسد المدين.
والدائن هنا لن يستفيد من هذا اللحم، كما انه لن يعوضه عن دينه، اى عن المال الذى لم يحصل عليه، ولكنها سيطرة المشاعر السلبية وغير الإنسانية عليه وتمكنها منه تماما، وهنا لامجال لأى مشاعر إنسانية أو للمبادئ والقيم التى تحكم علاقات البشر.
وفى سبيل اقتضاء الدين بالصورة التى أرادها فان السيادة للانتقام والآلام واللامبالاة بمصير المدين. وقد وجد المدين قاضيا وضع الدائن فى مأزق لامخرج منه بالحجة، حيث وافقه على اقتطاع الوزن الذى يطلبه من جسد المدين، ولكن بشرط ألا تسيل من هذا الجسد اى دماء فاللحم البشرى من حقه، اما الدماء، فليست كذلك.
وفى العمل الشكسبيرى لعب القاضى دورا فى مواجهة جنون الدائن شايلوك، فهل سيجد الفلسطينيون فى محنتهم المعاصرة قاضيا يوقف جنون شايلوك المعاصر؟!
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية