تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
خطة «الحزام الأسود» الإسرائيلية
قليلة هى المصادر التى تحدثت عن خطة «الحزام الأسود» الإسرائيلية التى كان ديان وزير الدفاع الإسرائيلى يخطط لوضعها موضع التنفيذ خلال شهر أكتوبر 1973.
وفى البداية حدد لها يوم 22 اكتوبر ثم عاد بعد اجتماعه بجولدا مائير رئيسة الوزراء وقدم الموعد الى يوم 8 أكتوبر لقد وضع ديان فى اوائل عام 1973 خطة عسكرية رسم خريطتها بنفسه وعرضها على رئيس الأركان الجنرال إليعازار وكانت خطة «الحزام الأسود» تستهدف ضم جنوب لبنان كله إلى إسرائيل، وأجزاء من سوريا، وإنشاء خط محصن يشبه خط بارليف فى غور الأردن لحماية المستعمرات، وتحويل سيناء الى مركز تجارى للمفاعلات الذرية ولوضع هذه الخطة موضع التنفيذ كان التخطيط يتم لإطلاق حرب جديدة ضد العالم العربى.
وكان حلم ديان إنشاء حزام عسكرى حول إسرائيل يحقق من وجهة نظره هدفين رئيسيين:
الأول: تأمين إسرائيل إلى الأبد من أى عمليات عسكرية.
والثانى الاحتفاظ بزمام المبادأة فى يد إسرائيل، فيما لو قررت ضم أراض عربية أخرى.
وقد شرح الجنرال إليعازار تفاصيل هذه الخطة فى مذكراته التى نشرت بعد وفاته.
لقد كان ديان يحلم كما يقول إليعازار بعمل يخلد اسمه مثلما فعل بارليف الذى حمل الخط الحصين على الضفة الشرقية للقناة اسمه.
وكان من المخطط أن يقوم ديان بعد وضع خطة «الحزام الأسود» موضع التنفيذ بتغيير اسمه ليصبح «حزام ديان».
ومثل هذه الخطة كانت تعكس اقتناعا بأن العرب لا وجود لهم، وكثيرا ما قال ديان لكل من حوله «ان الجسد الميت لا يحتاج الى أن نقيم له أى حساب» وفى الخامس من أكتوبر 1973 تم عقد اجتماع طارئ لمجلس رئاسة الأركان بحضور جولدا مائير شرح فيه ديان خطته وتوقيتاتها والهدف منها.
كانت الخطة تقضى بتوجيه ضربة قوية للجنوب اللبنانى، وضربة أخرى فى نفس الوقت للقوات السورية وقبل أن تحاول مصر التدخل يوجه لها ضربة قوية ضد صواريخ الدفاع الجوى فى منطقة القناة والقواعد الجوية والمطارات.
وكان فى تقدير ديان أن يتم تنفيذ الخطة من 22 الى 25 أكتوبر 1973 أى بعد مرور عيدى الغفران والمظلة، وقبل إجراء انتخابات الكنيست يوم 28 أكتوبر.
وعلى ضوء المناقشات والمعلومات المتاحة تقرر أن يتم تنفيذ الخطة صباح الثامن من أكتوبر 1973.
وتمهيدا للتنفيذ قررت إسرائيل اجراء اتصال عاجل مع الولايات المتحدة وعن طريقها للاتحاد السوفيتى لكى يتولى تحذير مصر وسوريا من الإقدام على أى عمل عسكرى إذا كانت الحشود المصرية والسورية تخوفا من هجوم إسرائيلى محتمل وأنه لا داعى لهذه الحشود وحالة التوتر التى لا مبرر لها حتى لا تنقلب ضدهم وقام ايبان وزير الخارجية الإسرائيلى الذى كان موجودا فى نيويورك بتبليغ الرسالة الى كيسنجر وكان تعليق إيبان عندما وصلته هذه الرسالة من تل أبيب، أنها طعم له هدفان:
الأول: إظهار حسن نية إسرائيل وإدانة العرب.
الثانى: طمأنة المصريين والسوريين الى أن يحين صباح الثامن من أكتوبر، الموعد المحدد للهجوم على العرب.
ويقول المشير محمد عبد الغنى الجمسى فى مذكراته التى صدرت عن الهيئة العامة للكتاب عام 2012 لقد حاولت إسرائيل خداعنا حتى تتمكن من مفاجأة العرب بالحرب يوم 8 أكتوبر لتنفيذ خطة «الحزام الأسـود»، ولكن خاب أملها، فقد حققنا المفاجأة يوم 6 أكتوبر 1973 وانطلق الهجوم المصرى السورى.
وهذا الهجوم الذى كان الأول فى تاريخ الصراع العسكرى العربى الإسرائيلى كان الانتصار أهم ثماره بجانب كسر نظرية الأمن الإسرائيلية وإلحاق أول هزيمة بالقوات المسلحة الإسرائيلية.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية