تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > عبده مباشر > حسن الماسونى.. البنا لاحقا

حسن الماسونى.. البنا لاحقا

النشاط الإرهابى لـ«حسن البنا» وتورطه مبكرا فى جرائم اغتيال المستشار الخازندار والنقراشى باشا رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، كان وراء عدم التوقف أمام الانتماء للتنظيم العالمى المغرق فى السرية والغموض ـ الماسونية، ومبكرا اختار الانضمام للماسونية ـ ولم يكتف بذلك، بل كتب مقالا بعنوان «لماذا أنا ماسوني؟» ومثل هذا النشاط يثير تساؤلا حول حقيقة الأهداف التى تقف وراء هذا الاختيار، فالشاب حسن الطموح أدرك أن إمكانياته ومستوياته التعليمية والمعرفية ليست كافية للصعود إلى الصفوف الأولي.ونظر من حوله فعرف أن التنظيم الماسونى يمكن أو هو الطريق للصعود إلى الصفوف الأولي، فقد سادت خلال النصف الأول من القرن العشرين مقولة تعلن أن هذا التنظيم العالمى يلعب دور صانع الملوك، وأكدت الروايات السائدة ـ التى لا يمكن التأكد منها ـ أن التنظيم وراء هذا وذاك، وتتعدد الأسماء اللامعة فى دول كثيرة التى كانت الماسونية وراء صعودها وبروزها واستمرارها. وكانت هناك فى نفس الوقت رؤية أخرى تقول: إن مثل هذا الأمر مجرد روايات أو شائعات ولا يمكن أن تكون واقعا.

 

ولكن طموح حسن الساعاتى دفعه للرهان على الماسونية واختيارها طريقا للصعود والبروز على المسرح المصري. وعن هذا التنظيم السرى جدا نقول: إن السرية والغموض تجعل من كتابات البعض واجتهاداتهم مجرد اجتهادات لا ترقى إلى مستوى الحقائق، خاصة فيما يتعلق بنشأتها أو بأهدافها ونشاطها. وأهل الحركة يطلقون عليها »إخوة البنائين الأحرار« ويرجع ذلك إلى انخراط عناصر من المؤسسين فى بناء الكنائس وغيرها من المبانى الدينية وهؤلاء الحرفيون ومن شاركهم فى هذا النشاط كانوا نواة الحركة الماسونية. هذا الميلاد كان فى عام 926 ميلادية، أى قبل نهاية الألفية الأولي. والأعضاء نشأوا على محبة فرسان الهيكل والافتخار بهم. وهؤلاء الفرسان تشكيل عسكرى قام على أساس دينى وشارك فى القتال فى صفوف الصليبيين، وبصفة خاصة بهدف انتزاع المسجد الأقصى من المسلمين اقتناعا بأنه قد أنشئ فوق ما يسمى بهيكل سليمان وهو البناء الوحيد الذى وصف تفصيلا فى التوراة. أى أن حسن الساعاتى البنا فيما بعد ـ انضم إلى جماعة أنشأها عدد من بنائى الكنائس، ويتيه أعضاؤها فخرا بمن قاتلوا المسلمين من أجل السيطرة على المسجد الأقصي. لذا اختار وهو يعى تماما ماذا اختار. أى أن الطموح فى ظل عدم توافر الإمكانيات التى تؤهله للنجاح والصعود إلى الصفوف الأولى على المسرح السياسى والاجتماعي، هو الذى قاده إلى مثل هذا الاختيار البالغ السوء. وعندما كتب مقاله المعنون «لماذا أنا ماسوني؟» كان يستهدف ترسيخ مكانته داخل هذه المنظمة السرية.

وعندما أرادت المخابرات الإنجليزية إنشاء تنظيم قادر على الحد من نفوذ وسطوة حزب الوفد القوى والواسع الانتشار، وقع اختيارهم على هذا الرجل المسلم الذى باع نفسه للتنظيم الماسوني، وفعلا أسندوا إليه إنشاء جماعة الإخوان المسلمين وقد وفروا له التمويل والتدريب والرعاية. واختارت له المخابرات الإنجليزية أن تبقى هذا الجماعة الوليدة بمدينة الاسماعيلية إلى أن يشتد ساعدها فتنتقل إلى القاهرة. وكان الدين الإسلامى هو المظلة التى وقع عليها الاختيار ، للبناء الفكرى والمعنوى والثقافى لجماعة الإخوان المسلمين، وقد بذل الرجل جهدا كبيرا من أجل بناء هذا الجماعة، وجهدا أكبر لإخفاء الهدف من إنشائها وللحفاظ على تماسك التنظيم، لم يكتف الرجل بالبناء الفكرى والتثقيف الدينى وفقا لرؤيته للدين الإسلامي، بل اختار أن يتضمن البناء التنظيمي، القسم على السمع والطاعة للمرشد أو لأى رئيس فى «المنشط والمكره» أى العمل على تحويل الأعضاء من بشر مستقلين إلى مجرد أدوات يحركها المرشد أو غيره من المستويات الرئاسية كما يشاء أو يشاءون. كما طرحوا عصمة المرشد، وامتدت العصمة إلى مستويات أخرى أى أنهم ساووا بين عصمة الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ وهذا العصمة التى نسبوها للمرشد فى دين لا يعرف سوى العصمة للرسول المصطفي.

لقد باع دينه عندما أصبح عضوا بالتنظيم السرى المحاط بالغموض نشأة وأهدافا، والغارق فى الإعجاب والفخر بمن قاتلوا للاستيلاء على المسجد الأقصي، ثالث المساجد الحرم، كما وافق برضاء كامل ودعم كبير على العمل لحساب المخابرات الإنجليزية، ونشط لتحقيق مطلبهم بإنشاء جماعة مهمتها الحد من سطوة ونفوذ حزب الوفد، وقيادة تيار شعبى بمفاهيم إسلامية مغلوطة، فهل اكتفى بذلك؟

لا لم يكتف، بل سعى بقوة للعمل لحساب المخابرات الأمريكية، وعندما طرق باب السفارة الأمريكية بالقاهرة والتقى بمسئولين أمنيين وعرض عليهم التعاون لمقاومة الشيوعية فى مصر. جاسوس طوعى أتى بقدميه إليهم، فرحبوا به وبدأ مشوارا جديدا على طريق العمل جاسوسا للأمريكيين.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية