تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > عبده مباشر > الذين خرجوا من عباءة الوطن

الذين خرجوا من عباءة الوطن

الذين تساءلوا عما إذا كانوا سيأكلون مشروعات أو طرقا أو كبارى، نسألهم بدورنا: هل هم على وشك الموت جوعا؟ أم أنهم لا يجدون ما يأكلونه؟ أم أنهم عاجزون عن شراء ما يقتاتون به؟

 

ولكن الأمر هنا ليس أمر الغضب من عمليات البناء المستمرة منذ انطواء صفحة النظام الإخوانى والتطلع الجاد نحو غد أفضل، بل أمر الموقف من الوطن ومن أهل الحكم.

لقد قرر هؤلاء الخروج من تحت عباءة الوطن، ولم يكتفوا بذلك، بل نشطوا لتعكير ينابيع تقدمه ومسارات تطوره.

وكم هو يسير معرفة الأسباب التى أدت بهم إلى هذا الاختيار. فهم إما أنهم أدوات لجماعة الإخوان، وأعنى بالأدوات هنا أنهم أقسموا قسم السمع والطاعة للمرشد أو من ينوب عنه، وبالتالى تخلوا عن حقهم فى التفكير المستقل وإرادة التصرف، فالتنظيم يفكر لهم ويحدد لهم ما يفعلون.

أو من بقايا هذه التنظيمات التى أنشأتها المخابرات الغربية ومولتها ودربتها وحددت لها أهدافها، والتى أسهمت من خلال انتفاضة »الخراب العربي« فى تمهيد المسرح للإخوان المسلمين للصعود إلى قمة السلطة فى مصر.

وكل هؤلاء أخرجتهم موجات الثائرين فى 30 يونيو 2013 من المسرح، وبذلك طوت صفحات الآمال والطموح التى استغرقتهم طوال الفترة من بداية عام 2011 حتى يوليو 2013.

وهؤلاء الذين يقولون إنهم لن يأكلوا مشروعات وطرقا وكبارى يتوهمون أنه يمكن تكرار يناير 2011.

ومثل هذا الوهم المرتبط باختيارهم الخروج من تحت عباءة الوطن، لا يحول بينهم وبين رؤية أى إيجابيات تحدث فى مصر فقط بل يصيبهم بأوجاع هائلة. ولأن الطريق إلى الغد المفعم بالآمال مفروش بإنجازات هائلة فى كل ربوع مصر.

ومثل هذه الأوجاع تجعلهم يزدادون اندفاعا على طريق العداء لمصر والمصريين.

وهؤلاء الصارخون يقتاتون على وعود نفر من قادتهم باقتراب فجر كاذب، ولأن الواقع يكذب مثل هذه الوعود، إلا أنهم يتعلقون بقوة بهذه الوعود الكاذبة لأنها الوقود الذى يمكنهم من مواصلة مشوار العداء.

وباختصار لقد افقدهم هذا الطريق البصر والبصيرة أو لنقل إن غياب البصر والبصيرة هو ما دفعهم للخروج من تحت عباءة الوطن.

وهذه الجماعات ربما لا تعلم أن مصر عانت فترات من تاريخها المعاصر نقصا فى المعروض من المواد الغذائية، وأن كثرة غالبة من المواطنين كانت تقف فى طوابير طويلة أمام أبواب الجمعيات التى تبيع هذه السلع لساعات من أجل أن يحصل المحظوظون الذين يحل عليهم الدور على دجاجة أو باكو شاى أو نصف كيلو جرام من السكر أو كيلو جرام من الأرز.

والذين لا تتاح لهم مثل هذه الفرصة يعودون فى اليوم التالى للوقوف فى الطابور مرة أخرى على أمل أن يكون حظهم أفضل من أمس.

والمثير للدهشة والتفكير والإعجاب أيضا، أن المواطنين فى مصر ما إن تأكدوا أن القوات المسلحة تخوض معركة حقيقية ضد قوات العدو شرق القناة، حتى اختفت الطوابير تماما من أمام كل الجمعيات فى مصر.

والمثير للإعجاب والدهشة أيضا أن أقسام الشرطة فى مصر لم تسجل أى جريمة.

ما سر هذا المواطن المصرى العظيم، لقد تحقق كل ذلك دون أى اتفاق بين المواطنين ودون أى دعوات لتحقيق ذلك.

وأمام هذا الموقف الوطنى الرائع الابن الشرعى لفطرة المصرى النقية يحق لنا أن نتساءل: ومن هم هؤلاء الذين أعلنوا أنهم لن يأكلوا مشروعات وطرقا وكبارى؟!!

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية