تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
نهاية عصر القراءة!
«لم أقرأ كتابا منذ تخرجى فى الجامعة.. لم أقرأ كتابا على الإطلاق».. لم تعد هذه الاعترافات نادرة أو تسبب شعورا بالحرج. هذا هو الواقع ومن المهم التعامل معه. يزيد الأمر صعوبة على الفهم عندما يكون الشخص من أرباب مهن تعتبر القراءة شرطا لازما للاستمرار، فضلا عن الإبداع فيها.
لكن الخطورة الأكبر تتمثل فى أن هناك ما يقارب الخصومة أو عدم الاستلطاف بين الجيل الجديد والقراءة.
للأسف، هذه ظاهرة عالمية لا تتعلق بشعب أو منطقة. مؤخرا، قرأت مقالا على موقع مجلة «علم النفس» الأمريكية للباحثة ليزا ستيلواجن سوان ذكرت فيه أنها تقوم بتدريس مادة لطلاب الجامعات عن الكتابة.. كيف يستطيع الطالب كتابة نص، وما هى عادات الكتابة لديه وما تجربته خلال المرحلة الثانوية؟
وتقول إنها عندما تنصح الطلاب بمزيد من القراءة لتحسين أساليب الكتابة، تتفاجأ بأن الطلاب لا يحبون سماع ذلك، فالقراءة ممارسة ثقيلة الظل لا يودون الاقتراب منها.
الجيل الجديد ثقافته تأتى عن طريق جوجل والتليفونات المحمولة ووسائل التواصل، وكلها توفر معلومات سريعة لا تتطلب قراءة مقالات مطولة أو كتب. تسأل ابنك عن معلومة معينة أو خبر ما، تجد لديه علما به لكنه لا يستطيع شرحه أو تفسيره.
لقد قرأه فى كلمات بسيطة قليلة وهذا يكفى. ثم إن الامتحانات الموحدة لا تقيس التمايزات بين الطلاب. الإجابات الصحيحة واحدة والإبداع فيها غير مطلوب. كما أن الحفظ يساوى بين الجميع.. المهتم بالقراءة والشاعر بالملل منها. أيضا.. الواجبات المنزلية والدروس الخصوصية لا تمنح التلاميذ وقتا للقراءة العامة أو المتخصصة. الحشو الكثير لا يترك لهم مساحة لقراءات نوعية مختلفة.
لكن الباحثة تذكر سببا آخر مهما، وهو تراجع القراءة بصوت عال داخل الفصول. لقد أصبح ذلك ممارسة محفوفة بالمخاطر. طلاب كثيرون لا يستطيعون نطق أسماء المؤلفين أو حتى الكلمات الشائعة بشكل سليم. إنهم يكتبون كما يتحدثون.. يخلطون العامية بالفصحى والكلام المتعارف عليه بالآخر المنبوذ. القراءة هى البداية الصحيحة. ويبدو أن الجيل الجديد لم يعد يحفل بذلك.
aabdelsalam65@gmail.com
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية