تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
نفاق بريطانى لا ينتهى!
قبل أيام، قدم تشارلى جلادستون حفيد ويليام جلادستون رئيس الوزراء البريطانى فى القرن ١٩ اعتذاره عن دور جده ووالد جده فى تشجيع العبودية.
تشارلى قال إنه يشعر بالصدمة والكراهية لما حدث موكدا أن العبودية جريمة، وأنه سيدفع تعويضات مالية تخصص لتمويل أبحاث حول تأثير العبودية.
جلادستون الكبير (١٨٠٩- ١٨٩٨) تعلم واستمتع بحياة مرفهة نتيجة الأموال التى حصل عليها والده من مزارع قصب السكر بالكاريبى، حيث امتلك ٢٥٠٨ من العبيد. ورغم آرائه الليبرالية وميوله الإصلاحية فإنه ظل يدافع عن سجل والده المخزى، إلى أن جاء حفيده ليعتذر ويدين ويتبرأ.
هذا موقف نبيل بلا شك لكنه قاصر. هناك شعوب كثيرة يتعين على تشارلى وبريطانيا الاعتذار لهم. ولو تمعن الحفيد قليلا فى سجل جده لوجده ارتكب جريمة شنعاء ضد شعب بأكمله دون أن يرف له جفن.
جلادستون الذى ناهض وحزبه الليبرالى، الاستعمار هو الذى احتلت بريطانيا مصر فى عهده. لم ترتكب مصر خطأ ولم تهدد مصالح بريطانيا لكن رئيس وزرائها خطط مع وزير خارجيته اللورد جرانفيل لغزوها.
وفى كتابه: «إمبريالية جلادستون فى مصر.. تقنيات السيطرة»، الصادر عام ١٩٩٥، يقول المؤلف روبرت هاريسون إن غزو مصر لم يكن متعلقا بتحركات من جانب الفرنسيين أو بضغط من حاملى أسهم الديون المصرية لكن بهوس جلادستون للسيطرة على قناة السويس. خطط جلادستون للغزو قبل عام من وقوعه. وقد أخفى عن البرلمان والصحافة كل التحضيرات. كانت الاستراتيجية هى استفزاز الوطنيين المصريين (يقصد الزعيم أحمد عرابى والقوى الداعمة له)، حتى يصل الأمر لمواجهة عسكرية. ويقول هاريسون إنه بعد أعمال الشغب التى وقعت بالإسكندرية، توحدت مواقف الوزراء البريطانيين بشأن حتمية الغزو.
وكانت الدعاية الفجة هى أن بريطانيا ستنقذ شرف أوروبا وتتخلص من عرابى وزمرته ليتم الغزو صيف ١٨٨٢. للأسف هناك من المصريين من حمل عرابى مسئولية الغزو دون إدراك أن المؤامرة كانت معدة سلفا مهما فعل عرابى أو لم يفعل. ألا تستحق مصر وشعبها الاعتذار يا سيد تشارلى..
ألم يتم استعباد شعب بأكمله ٧٤ عاما؟
aabdelsalam65@gmail.com
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية