تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

لا أكذب ولكنى أراوغ!

أصبح الأمر نمطا شائعا. خلال شهور العدوان الإسرائيلى على غزة، تحول المسئولون الغربيون إلى أشخاص مراوغين عندما يتحدثون عن إسرائيل تنطلق ألسنتهم بالدفاع والتضامن والدعم، لكن عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين وما يتعرضون له من قتل وتدمير ومحاولات تهجير، تتكرر عبارات: أشعر بالقلق. لست متأكدا. لست محاميا. لا أعرف.

 

عندما سأل أعضاء البرلمان البريطانى وزير الخارجية كاميرون قبل أيام، عن التزامات إسرائيل تجاه الفلسطينيين باعتبارها قوة احتلال، تردد فى الاعتراف بأنها قوة احتلال إلى أن نبهه مساعد له إلى أنها كذلك، فأومأ موافقا ثم أضاف: لكنى لست محاميا. نفس المنطق اتبعه مسئول السياسة الخارجية الأوروبى جوزيب بوريل الذى قال إن ما فعلته حماس جرائم حرب لكن عند سؤاله عما تقوم به إسرائيل رد: لست محاميا.

أكثر من ستجد فى كلامه مراوغة ومحاولة للتذاكى، وزير الخارجية الأمريكى أنطونى بلينكن الذى زار المنطقة 4 مرات لم تسفر عن شىء سوى استمرار القتال والعدوان. ومع ذلك، يحلو له الحديث كثيرا عن جهود بلاده لتخفيف معاناة الفلسطينيين وإدخال المساعدات الإنسانية. فى بعض الأحيان يتحدث، وكأنه صديق للشعب الفلسطينى وراغب فى ضمان مستقبل أفضل له رغم أن الواقع يقول إن آلة القتل الإسرائيلية لا تتوقف عن حصد أرواح أبنائه. وكان يمكن له وقف المجزرة بالضغط على قادة إسرائيل لوقف القتال إلا أنه رافض تماما. بلينكن يتبع أسلوب: تحدث إلى «الزبون» بما يريد لكن لا تغير قناعاتك وتوجهاتك. نفس الأمر يفعله الرئيس بايدن الذى قال قبل أيام عندما فوجئ بمحتجين يقاطعونه مطالبين بوقف القتال: «أتفهم حماستكم. أعمل بهدوء مع إسرائيل على تقليص حجم عملياتها والخروج بشكل ملحوظ من غزة».. بينما لا يرد مباشرة على نيتانياهو الذى يؤكد مرارا مواصلة الحرب وسيطرة إسرائيل على كل غزة بل وعزلها عن العالم.

قد تكون تلك الأساليب الملتوية والمنافقة من أدوات السياسى، لكن الأرواح التى تُزهق كل لحظة لا يصح معها المراوغة واللف والدوران، لأنها ستظل تلاحق كل من شجع العدوان أو تغافل عن أنات الضحايا.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية